هذا الفيديو مصوّر في السويد عام 2015 وليس لشرطيّ إسرائيليّ يخنق طفلاً فلسطينياً

تصاعدت التوترات في الضفة الغربية على خلفية الحرب الدائرة في قطاع غزة منذ أكثر من عام وقُتل مئات الفلسطينيين على أيدي القوات الإسرائيلية أو برصاص مستوطنين في الضفة، وفق وزارة الصحة الفلسطينية. في هذا السياق ظهر على مواقع التواصل الاجتماعي من جديد فيديو زعم ناشروه أنّه يظهر شرطياً إسرائيلياً يخنق طفلاً فلسطينياً، إلا أنّ الفيديو في الحقيقة يعود لحادثة وقعت في السويد عام 2015.

يظهر الفيديو شرطيّ يحاول تثبيت طفلٍ على الأرض ويضغط على عنقه وهو ينطق الشهادتين.

Image
صورة ملتقطة من الشاشة بتاريخ 2 كانون الأوّل/ديسمبر 2024 عن موقع فيسبوك

وجاء في التعليق المرافق له "شرطيّ إسرائيليّ يقتل طفلاً فلسطينياً خنقاً وهو ينطق بالشهادتين".

بدأ انتشار هذا الفيديو قبل سنوات وبقي متداولاً حتى اليوم حاصداً عشرات آلاف المشاركات من صفحات عدّة.

وتصاعدت التوترات في الضفة الغربية على خلفية الحرب الدائرة في قطاع غزة منذ نحو عام. وقُتل 782 فلسطينياً على أيدي القوات الإسرائيلية أو برصاص مستوطنين في الضفة منذ بدء الحرب، وفق لبيانات أصدرتها وزارة الصحة الفلسطينية في الأول من كانون الأول/ديسمبر 2024.

وقتل من الجانب الإسرائيلي 24 شخصاً بينهم عناصر أمن في هجمات نفذها فلسطينيون في الضفة الغربية في الفترة نفسها، وفقاً لأرقام رسمية إسرائيلية.

وينفّذ الجيش الإسرائيلي بشكل منتظم عمليات عسكرية في مدن وقرى ومخيمات الضفة الغربية التي استحال بعضها إلى ركام في العمليات الأخيرة، وتتخلّل تلك العمليات اعتقالات.

فيديو من السويد

إلا أنّ الفيديو لا علاقة له بكلّ ذلك.

يرشد البحث عن لقطات من الفيديو إلى نسخة أوضح منه منشورة عام 2015 في حساب موقع إخباريّ سويديّ على يوتيوب. (أرشيف)

Image
صورة ملتقطة من الشاشة عن موقع يوتيوب مع إضافة دائرتين بالأحمر

وقد لاحظ صحافيّو وكالة فرانس برس في ستوكهولم عند مشاهدة الفيديو أنّه يتضمّن تعليقات باللغة السويديّة مثل "إنّه طفل" و"كم يبلغ من العمر؟". كما تعرّفوا إلى الكتابة على سترات رجال الأمن وهي تعني "ضابط خدمة إجتماعيّة" وهي وحدات مساعدة.

كما يمكن العثور على مقالات عدّة حول الحادثة في مواقع إخباريّة سويديّة وأوروبيّة عدّة في شباط/فبراير سنة 2015. (أرشيف 1-2-3)

وجاء في هذه المقالات أنّ رجل أمنٍ في محطّة للقطارات في مدينة مالمو السويديّة استخدم القوّة المفرطة مع طفلٍ يبلغ من العمر تسع سنوات بعد أن ركب قطاراً برفقة صديقه البالغ من العمر 12 سنة بدون تذكرة.

وبحسب مواقع محليّة تابعت هذه الحادثة فتحت الشرطة السويدية تحقيقاً وأعيد الطفلان اللاجئان إلى مركز رعاية حيث كانا يسكنان، إلا أنّهما هرباً نحو الدنمارك.(أرشيف)

وقال الصحافيّ ينس ميكلسن  الذي تابع القضيّة في صحيفة محليّة لوكالة فرانس برس في الثالث من تشرين الثاني/نوفمبر 2023 عبر سالة إلكترونيّة أنّ الطفل يدعى أمين وقد هرب من المغرب برفقة أصدقائه عبر مليلية وتنقّل في قطارات وصولاً إلى السويد. (أرشيف 1-2)

هل لديكم أي شك حول صحة معلومة أو اقتباس أو صورة؟

تواصلوا معنا