رجل فلسطيني يحمل طفلاً ملفوفاً بكفن فيما تتواصل المواجهات بين إسرائيل وحركة حماس لليوم السادس على التوالي في 12 تشرين الأول/أكتوبر 2023 ( AFP / Mohammed ABED)

هذا الفيديو لا يُظهر "لُعبة" لتضليل الرأي العام بل طفلاً قتيلاً في قطاع غزّة إثر قصف إسرائيليّ

  • تاريخ النشر 19 أكتوبر 2023 الساعة 15:10
  • المدة اللازمة لقراءة المقال: 3 دقيقة
  • إعداد: أف ب فرنسا
تُواصل إسرائيل قصف قطاع غزّة وفرض حصار كامل عليه بعد أن شنّت حركة حماس هجوماً مباغتاً على الدولة العبرية في السابع من تشرين الأول/أكتوبر في نزاع أسفر عن مقتل الآلاف. في هذا السياق، أثار انتشار فيديو لطفل فلسطيني قتيل تنديدًا على مواقع التواصل الاجتماعي، وسرعان ما ادّعت مواقع إسرائيلية رسميّة أن هذا الفيديو يُظهر في الحقيقة "لعبة" استخدمتها حركة حماس لتضليل الرأي العام. لكن هذا الادّعاء غير صحيح، وما يظهر في الفيديو هو طفل قتيل بالفعل وليس لعبة، بحسب مصوّر لوكالة فرانس برس التقط صوراً للطفل القتيل نفسه.

يظهر في الفيديو ما يبدو أنّه طفل قتيل بين يديّ رجل في ما يبدو أنها مشرحة مستشفى.

وجاء في التعليقات أن الفيديو هو عبارة عن "مسرحيّة (..) أعدّت لها حركة حماس ليتّضح أنها تستخدم دمى للأطفال لتوهم الناس بأنّه طفل غزّي قُتل من جرّاء القصف".

ونُشر هذا الادّعاء على حسابات إسرائيلية رسميّة من بينها حساب "إسرائيل بالعربية" على موقع تويتر، وحساب السفارة الإسرائيلية في فرنسا وحساب "إسرائيل" بالإنكليزية، وغيرها.

Image
صورة ملتقطة من الشاشة بتاريخ 18 تشرين الأول/أكتوبر 2023 عن موقع إكس

ويأتي تداول هذا الفيديو بهذا السياق فيما تتواصل الغارات الإسرائيلية على قطاع غزّة المحاصر منذ 16 عاماً والتي أسفرت وفق السلطات في القطاع عن مقتل 3478 شخص على الأقل معظمهم من المدنيين ومن بينهم مئات الأطفال، عقب هجوم حركة حماس في السابع من تشرين الأول/أكتوبر الذي أسفر عن مقتل 1400 شخص بحسب السلطات الإسرائيلية.

ما مصدر هذا الفيديو؟

بحسب بما وقع عليه صحافيو خدمة تقصّي صحّة الأخبار في وكالة فرانس برس، نُشر الفيديو أول الأمر في 12 تشرين الأول/أكتوبر على حساب إنستغرام لمصوّر فلسطيني اسمه مؤمن الحلبي، مرفقاً بتعليق "من يوقف حقداً أسود".

والفيديو الذي نشره مؤمن الحلبي أطول من الفيديو المتداول في المنشورات المشكّكة بصحّته. وتُظهر نسخة مؤمن الحلبي رجلاً ينقل طفلة من سيارة إسعاف يليه رجل يركض حاملأً طفلاً على مدخل مستشفى. ثم يظهر المشهد داخل المشرحة.

أين صُورّت هذه المشاهد؟

هذه المشاهد صُوّرت في مستشفى الشفاء، أحد أكبر مشافي قطاع غزّة. وتُظهر بيانات الفيديو أنّه مصوّر في 12 تشرين الأول/أكتوبر 2023.

في ذلك اليوم، نقل تقرير لوكالة فرانس برس من غزّة أجواء الاضطراب في مستشفى الشفاء عقب غارات إسرائيليّة على القطاع، وحالة سكان كانوا يبحثون عن أقاربهم أمام مشرحة المستشفى.

والتقط مصوّر وكالة فرانس برس محمد عبد هناك مشاهد مشابهة للصبيّ والرجل نفسيهما الظاهرين في فيديو مؤمن الحلبي، ونشرت فرانس برس الصور مع تعليق "رجل فلسطيني يحمل طفلاً ملفوفاً بكفن خلال التشييع فيما تتواصل المواجهات بين إسرائيل وحركة حماس لليوم السادس على التوالي في 12 تشرين الأول/أكتوبر 2023".

Image

ماذا يقول مصوّر فرانس برس؟

إزاء ذلك، قال مصوّر فرانس برس محمد عبد "هذه الصورة ملتقطة في مستشفى الشفاء، قرب المشرحة، حيث كان الضحايا. أُخرج الضحايا من المشرحة ليتمكّن أهلهم من تقبيلهم قبل نقلهم إلى المقبرة".

وأضاف "هذه جثّة طفل قُتل في الغارات الجويّة، هذه ليست لعبة".

وقال مؤمن الحلبي لموقع Checknews إن الطفل القتيل كان في الرابعة من العمر واسمه عمر بلال البنّا، وإنّه من حيّ الزيتون في غزّة، وهي تفاصيل لم يمكن لوكالة فرانس برس التثبّت منها في ظلّ تواصل القصف وسقوط عدد كبير من الضحايا المدنيّين.

وتُظهر صور وزّعتها وكالة فرانس برس في 12 تشرين الأول/أكتوبر جثثاً أمام مشرحة مستشفى الشفاء.

والتقط مصوّر فرانس برس نحو عشرين صورة للطفل والرجل تُظهر تفاصيل المشهد نفسه، ويمكن التعرّف على الطفل من خلال الندوب على وجهه.

Image
صورة ملتقطة من الشاشة بتاريخ 19 تشرين الأول/أكتوبر 2023 عن موقع afpforum.com
Image

هل لديكم أي شك حول صحة معلومة أو اقتباس أو صورة؟

تواصلوا معنا