الصوت في هذا الفيديو مركّب وليس لتعليماتٍ تلقّاها صحافيّو قناة "سي أن أن" للتظاهر بأنّهم تعرّضوا للقصف

يظهر الفيديو ما يبدو أنّه بثّ مباشر لقناة "سي أن أن" الأميركيّة من منطقة حدوديّة بين إسرائيل وقطاع غزّة وتظهر مراسلة القناة وعناصر من طاقم العمل وهم يركضون ويحاولون الاحتماء من القصف.

Image

صورة ملتقطة من الشاشة بتاريخ 14 تشرين الأول/أكتوبر 2023 عن موقع أكس

ويسمع تعليقٌ باللغة الانكليزيّة زعم ناشرو المشهد أنّه لإرشادات يتلقّاها فريق العمل تطلب منهم "التظاهر بأنهم تعرضوا لقصفٍ من حماس".

حظي الفيديو بمئات آلاف المشاهدات على صفحات مواقع التواصل الاجتماعي خصوصاً موقع أكس حيث انتشر مرفقاً بتعليقات باللغتين العربيّة والانكليزيّة، في ظلّ الحرب الدائرة بين إسرائيل وحركة حماس.

صوت مركّب

إلا أنّ الصوت الذي يزعم ناشرو الفيديو أنّه إرشادات من إدارة "سي أن أن" لفريقها لـ"التظاهر بالتعرّض لقصفٍ من حماس"، مركّب ونشر أولاً على سبيل السخرية.

فعند التدقيق بالفيديو يظهر شعارٌ باسم "The Quartering" أعلى يسار الشاشة، وهي قناة على موقع يوتيوب نشرت الفيديو في العاشر من تشرين الأول/أكتوبر 2023، زاعمة أنّه لـ"ضبط قناة سي أن أن وهي تتظاهر بوقوع هجومٍ في إسرائيل".

Image

ويظهر في هذا المقطع صاحب القناة جيريمي هامبلي الشهير بالترويج لنظريات المؤامرة، وهو يهزأ من طاقم "سي أن أن".

Image

صورة ملتقطة من الشاشة بتاريخ 12 تشرين الأول/أكتوبر 2023 عن موقع يوتيوب

ورصد موقع "سنوبس" الأميركي المتخصّص في تدقيق صحّة الأخبار تعليقاً من "The Quartering" على الفيديو في موقع "أكس" جاء فيه: "الصوت ليس حقيقياً بالطبع ولكن التمثيل المزيّف حقيقي"، ما يشير إلى أنّ صاحب الموقع تعمّد إضافة الصوت بهدف السخرية من ردّة فعل طاقم "سي أن أن".

ويمكن ملاحظة أنّ التعليق الصوتيّ مركّب بمقارنته مع الصوت المرافق للفيديو الأصليّ الذي نشرته قناة "سي أن أن" قبل ذلك بيوم.

وقال متحدّث باسم "سي أن أن" لخدمة تقصّي صحّة الأخبار في وكالة فرانس برس إن الصوت المرافق للفيديو المتداول "غير صحيح وملفّق ويشوّه حقيقة هذه اللحظة التي نُقلت بشكل مباشر على قناة سي أن أن والتي يمكن أن يشاهدوها بأنفسهم على منصّة موثوقة".

الأخبار المضلّلة تغزو مواقع التواصل

ويأتي انتشار هذا الفيديو في سياق عشرات المقاطع والصور المضلّلة التي انتشرت على مواقع التواصل الاجتماعي، إثر المواجهات بين حركة حماس وإسرائيل.

وأطلقت حماس في السابع من تشرين الأول/أكتوبر عملية "طوفان الأقصى" التي توغّل خلالها مقاتلوها في مناطق إسرائيلية من البحر عبر زوارق، ومن البر عبر اختراق أجزاء من السياج الحدودي الشائك، ومن الجو عبر طائرات شراعية آلية، بالتزامن مع إطلاق آلاف الصواريخ في اتجاه إسرائيل. ودخلوا مواقع عسكرية وتجمعات سكنية وقتلوا أشخاصاًَ وأسروا آخرين.

ويردّ الجيش الإسرائيلي منذ أسبوع بقصف مكثّف على قطاع غزة، بعد أن شدّد الحصار على القطاع عبر قطع المياه والكهرباء.

وقتل أكثر من 1300 شخص في إسرائيل معظمهم مدنيون منذ بدء الهجوم، وبينهم 258 جنديًا، وفق آخر حصيلة للجيش، ووصل عدد الجرحى إلى أكثر من 3200، وبلغ عدد الرهائن الذين أسرتهم حركة حماس حوالى 150 معظمهم من المدنيين.

وارتفعت حصيلة القتلى في قطاع غزة نتيجة القصف الإسرائيلي الى 2215 بينهم 724 طفلا، وفق آخر حصيلة أعلنتها وزارة الصحة التابعة لحركة حماس صباح السبت.