هذا الفيديو ليس لإحراق السفارة الإسرائيليّة في روما بل لتظاهرات في مدينة ميلانو

يظهر الفيديو حشداً غاضباً يلقي حواجز حديديّة باتجاه واجهات زجاجيّة وسط دخان كثيف. وجاء في التعليق المرافق أنّ الفيديو يظهر "إحراق السفارة الإسرائيليّة في إيطاليا". 

Image

صورة ملتقطة من الشاشة بتاريخ 26 أيلول/سبتمبر 2025 عن موقع فيسبوك

يأتي انتشار هذا الفيديو بعد أيّام على تظاهرات في مدنٍ إيطاليّة للتنديد بـ"الإبادة الجماعية في غزة" في 22 أيلول/سبتمبر الحاليّ.

وتجمّع أكثر من 20 ألف شخص في روما بينهم عدد كبير من طلاّب المدارس الثانوية أمام محطة تيرميني، ملوحين بالأعلام الفلسطينية ومرددين "فلسطين حرة!".

وخرجت تظاهرات في مدنٍ أخرى أبرزها بولونيا (شمال البلاد) وتورينو (شمال) وفلورنسا (وسط) ونابولي وباري وباليرمو (جنوب).

وفي ميلانو (شمال) اندلعت صدامات عنيفة بين المتظاهرين والشرطة بالقرب من محطة القطار المركزية.

وتتبنى حكومة جورجيا ميلوني المحافظة المتشددة والمقربة أيديولوجياً من الرئيس الأميركي دونالد ترامب، موقفاً حذراً من الحرب في غزة، رغم أن رئيسة الوزراء أعربت مراراً عن "قلقها" إزاء الهجمات الإسرائيلية. 

وتقول الحكومة إنها لا ترغب في الاعتراف بدولة فلسطين "في الوقت الحالي"، وتتردد في الموافقة على العقوبات التجارية التي اقترحها الاتحاد الأوروبي، رغم تأكيدها المستمرّ على أنها لم تبع أسلحة لإسرائيل منذ السابع من تشرين الأول/أكتوبر 2023.

حقيقة الفيديو 

إلا أنّ الفيديو لا يصوّر إحراق السفارة الإسرائيليّة في إيطاليا كما زعمت المنشورات. 

فقد أظهر التفتيش عن لقطات منه إلى مشاهد مطابقة نشرتها وسائل الإعلام الإيطاليّة خلال التظاهرات الداعمة للفلسطينيين بتاريخ 22 أيلول/سبتمبر الحاليّ. (أرشيف 1-2)

وجاء في التعليقات المرافقة أنّ المشاهد مصوّرة أمام محطّة القطار الرئيسيّة في مدينة ميلانو (شمال)، حيث اندلعت مواجهات بين المتظاهرين والشرطة. 

ويمكن تحديد مكان التصوير أمام محطّة Milano Centrale عبر خدمة خرائط غوغل، حيث يظهر بوضوح أنّ الواجهة تضمّ متاجر. 

وتقع هذه المحطة على بعد مئات الكيلومترات من مقرّ السفارة الإسرائيليّة في العاصمة الإيطاليّة روما. (أرشيف)