هذا الفيديو لسقوط طائرة حربيّة ملتقط في روسيا عام 2024 ولا شأن له بغزّة

باشرت إسرائيل حملة عسكريّة برية وجوية في مدينة غزة، في إطار هدفها المعلن للسيطرة الكاملة عليها إذ تعتبرها آخر معاقل حركة حماس، بعد قرابة سنتين على اندلاع الحرب التي دمرت القطاع. وانتشر على مواقع التواصل الاجتماعي مقطع فيديو قيل إنّه يصوّر إسقاط حركة حماس طائرة عسكريّة تابعة للجيش الإسرائيلي في الأيام الأخيرة. إلا أنّ الادعاء خطأ، فالفيديو يصوّر في الحقيقة سقوط  قاذفة قنابل روسيّة فوق مدينة سترافوبول جنوب البلاد بعد عطل فني أصابها.

يصوّر الفيديو سقوط طائرة اشتعلت فيها النيران. وعلّق مشاركو الفيديو بالقول "صواريخ المقاومة تصطاد طائرة حربيّة إسرائيليّة وتسقطها فوق رفح...".

Image
صورة ملتقطة من الشاشة في 26 أيلول/سبتمبر 2025 عن موقع فيسبوك

يأتي انتشار هذا الفيديو غداة بدء الجيش الإسرائيلي في 16 أيلول/سبتمبر العمليّة "الأساسيّة" ضمن هجومه للسيطرة على مدينة غزة. وبدأت العمليّة في يوم اتهمت لجنة تحقيق دولية مستقلة مكلفة من الأمم المتحدة إسرائيل بارتكاب "إبادة جماعية" في قطاع غزة خلال الحرب التي بدأت عقب هجوم حماس على الدولة العبرية في السابع من تشرين الأول/أكتوبر 2023

وكان الجيش كثّف القصف على مدينة غزة في الأسابيع الأخيرة، ودمّر عدداً من المباني المتعددة الطبقات بذريعة أن حماس تستخدمها لغايات عسكرية، وقد نفت الحركة الفلسطينية ذلك.

وكان تكثيف الهجوم الإسرائيلي أثار مخاوف على مصير المحتجزين الإسرائيليين في القطاع. وأكد منتدى عائلات الرهائن في بيان في بيان إنهم "يشعرون بالرعب" على أقاربهم، معتبرين أن رئيس الوزراء بنيامين نتانياهو "يبذل قصارى جهده لضمان عدم التوصل إلى اتفاق ومنع عودتهم".

واضطرت غالبية سكان القطاع الذين يتجاوز عددهم مليوني نسمة، الى النزوح مرة واحدة على الأقل، في ظل الدمار الواسع الذي لحق بالقطاع المحاصر. كما تسببت الحرب بأزمة انسانية كارثية وصلت حد إعلان الأمم المتحدة في آب/أغسطس المجاعة في عزة.

فيديو من روسيا

إلا أن الفيديو لا شأن له بغزة أو بالحرب الدائرة هناك.

فالتفتيش عن مشاهد ثابتة منه يرشد إليه منشوراً في نيسان/أبريل 2024 عبر مواقع إخباريّة عدّة. (1، 2، 3، 4)

وبحسب التعليقات المرافقة (أرشيف 1، 2، 3، 4) يصوّر الفيديو سقوط قاذفة قنابل روسيّة فوق مدينة سترافوبول (جنوب) بعد أن شنّت هجوماً صاروخياً على أوكرانيا، إثر عطل فني أصابها.

هل لديكم أي شك حول صحة معلومة أو اقتباس أو صورة؟

تواصلوا معنا