هذا الفيديو لا يظهر انفجاراً في قاعدة العُديد الأميركية في قطر بل انفجار مصنعٍ في الصين عام 2015

أعلنت إيران مساء الاثنين إطلاق صواريخ على قاعدة العُديد الجوية الأميركية في قطر رداً على استهداف واشنطن منشآتها النووية، بينما أكدت الدوحة اعتراض الهجوم "بنجاح". في هذا السياق، انتشر على مواقع التواصل فيديو ادعى ناشروه أنه لانفجار في القاعدة العسكرية الأميركية، إلا أن الادعاء غير صحيح، فالفيديو يُظهر في الحقيقة انفجار مصنع للمواد الكيميائيّة في الصين عام 2015.

يظهر في الفيديو توهّج نيرانٍ في السماء ليلاً قبل أن تسفر عن انفجارٍ ضخم.

وجاء في التعليقات المرافقة أنه لقصف إيران قاعدة أميركية في قطر.

Image
صورة ملتقطة من الشاشة في 24 حزيران/يونيو 2025 من موقع فيسبوك

إيران تعلن استهداف قاعدة أميركية في قطر

يأتي انتشار هذا الفيديو في هذه الصيغة حاصداً عشرات المشاركات على فيسبوك غداة إعلان إيران مساء 23 حزيران/يونيو إطلاق صواريخ على قاعدة العديد الأميركية في قطر رداً على استهداف واشنطن منشآتها النووية، بينما أكدت الدوحة اعتراض الهجوم "بنجاح".

وأفاد المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني بأنه "ردّاً على العدوان والتحرك الأميركي الوقح ضد مواقع ومنشآت إيران النووية... هاجمت القوات المسلحة الباسلة للجمهورية الإسلامية الإيرانية قاعدة العديد الأميركية في قطر"، مضيفاً أن عدد الصواريخ "يعادل عدد القنابل التي استخدمتها الولايات المتحدة في مهاجمة منشآت إيران النووية".

وإذ أشار بيان لوزارة الخارجية القطرية إلى أن "الدفاعات الجوية القطرية نجحت في اعتراض هجمة صاروخية استهدفت قاعدة العديد الجوية"، أعرب المتحدث باسم الخارجية القطرية ماجد الأنصاري عن "إدانة دولة قطر الشديدة للهجوم الذي استهدف قاعدة العديد الجوية من قبل الحرس الثوري الإيراني".

وشدّد الأنصاري على أن الدوحة تعتبر الهجوم "انتهاكاً صارخاً لسيادة دولة قطر ومجالها الجوي، وللقانون الدولي"، مضيفاً "قطر تحتفظ بحق الردّ المباشر بما يتناسب مع شكل وحجم هذا الاعتداء السافر".

ولم ينتج عن الهجوم "أي وفيات أو إصابات" وفق مسؤول في وزارة الدفاع الأميركية ووزارة الخارجية القطرية.

الصين 2015

إلا أن الفيديو المتداول لا علاقة له بكل هذا.

فسرعان ما تعرّف عليه صحافيّو خدمة تقصّي صحّة الأخبار في وكالة فرانس برس، إذ سبق أن انتشر في سياقات مضلّلة عدّة خلال السنوات الماضية وخلال الحرب بين الدولة العبرية والجمهورية الإسلامية.

ويعود الفيديو لحريق اندلع في مصنع مواد كيميائية في تيانجين الصينية عام 2015، وقد نشرت وسائل إعلام عدّة المقطع. (أرشيف 1 -2).

وفي 12 آب/أغسطس 2015، أودت انفجارات هائلة في مستودع للمنتجات الكيميائية الخطرة في مدينة تيانجين الساحلية في شمال الصين بحياة 165 شخصاً ، وأصيب أكثر من 700 آخرين بجروح وخلّفت دماراً هائلاً.

ودمّرت الانفجارات  قسماً من أحد أنشط المرافئ في العالم وعرقلت أعمال عدد كبير من الشركات المتعددة الجنسيات. كما أدت إلى تدمير المناطق السكنية المحيطة به. وقد وزّعت وكالة فرانس برس مشاهد لموقع الانفجار.

وبحسب السلطات فإن المستودع الذي بدأت فيه الانفجارات كان يحوي 700 طن من سيانيد الصوديوم العالي السميّة إلى جانب أطنان أخرى من المواد الكيميائية الخطيرة.

هل لديكم أي شك حول صحة معلومة أو اقتباس أو صورة؟

تواصلوا معنا