هذا الفيديو منشور قبل عشر سنوات على أنّه لسيطرة المعارضة على مواقع عسكرية للحُكم السابق في درعا

قتل تسعة سوريين الأسبوع الماضي أثناء محاولتهم التصدي لقوات إسرائيليّة توغلت في محافظة درعا في الجنوب السوريّ، وفق ما أفادت السلطات المحلية والمرصد السوري لحقوق الإنسان. عقب ذلك، تداولت صفحات وحسابات على مواقع التواصل الاجتماعي فيديو يُظهر رجالاً ونساء من بينهم مسلّحون، قيل إنّه مصوّر في الأيام الماضية هناك. لكن هذا الفيديو منشور في الحقيقة عام 2014 على أنّه يُظهر سيطرة فصائل معارضة آنذاك على مواقع عسكريّة في درعا تابعة لحُكم الرئيس السابق بشّار الأسد.

يُظهر الفيديو رجالاً ونساء من بينهم مسلّحون، ثم تلقي امرأة أبيات شعر حماسيّة وسط صيحات "الله أكبر".

وجاء في التعليقات المرافقة أن الفيديو مصوّر في درعا في الأيام الماضية.

Image
صورة ملتقطة من الشاشة في السابع من نيسان/ابريل 2025 من موقع فيسبوك

وجاء التداول بالفيديو بهذا السياق عقب مقتل تسعة سوريين بنيران إسرائيلية فجر الخميس في الثالث من نيسان/أبريل الجاري، أثناء محاولتهم التصدي لقوات توغلت في محافظة درعا، وفق ما أفادت السلطات المحلية والمرصد السوري لحقوق الإنسان، بعد ساعات من سلسلة غارات على أنحاء أخرى في البلاد.

وقال الجيش الإسرائيلي من جهته إن قواته ردّت على نيران أطلقها مسلحون تجاهها في المنطقة، حيث كانت تنفذ عملية تضمنت "مصادرة أسلحة وتدمير بنى تحتية إرهابية".

وأحصت سلطات محافظة درعا في بيان على تلغرام "ارتقاء تسعة مدنيين وإصابة آخرين".

وقالت إن القصف جاء بعد "توغل" اسرائيلي في المنطقة، "حيث تقدمت قوات الاحتلال لأول مرة الى هذا العمق".

وبحسب المرصد، قضى التسعة وهم من أبناء المنطقة المسلحين "خلال محاولتهم التصدي للقوات الاسرائيلية"، وذلك "بعد نداءات وجهتها مساجد المنطقة لحثّ السكان على الجهاد ضد التوغل الاسرائيلي".

وإثر إطاحة فصائل معارضة حكم الرئيس المخلوع بشار الأسد في كانون الأول/ديسمبر، شنّت اسرائيل مئات الغارات على منشآت عسكرية وقواعد بحرية وجوية في أنحاء سوريا، قالت إن هدفها منع استحواذ الإدارة الجديدة على ترسانة الجيش السابق.

كما توغل الجيش الإسرائيلي داخل المنطقة العازلة المنزوعة السلاح في الجولان، والواقعة على أطراف الجزء الذي تحتله من الهضبة السورية. وتتقدّم قواتها بين الحين والآخر الى مناطق في عمق الجنوب السوري

وطالب رئيس حكومة إسرائيل بنيامين نتانياهو في شباط/فبراير بجعل جنوب سوريا منزوع السلاح بشكل كامل، محذراً من أن حكومته لن تقبل بوجود القوات الأمنية التابعة للسلطات الجديدة في سوريا قرب حدودها.

حقيقة الفيديو

لكن الفيديو المتداول قديم.

فالتفتيش عنه على محرّكات البحث يُظهر أنّه منشور على موقع يوتيوب قبل عشر سنوات، ما ينفي أن يكون حديثاً.

ونُشر الفيديو على منصّات تابعة للمعارضة السوريّة آنذاك، وتحديداً في السادس عشر من حزيران/يونيو 2014، وأرفق بتعليق "فصائل الجبهة الجنوبيّة (في المعارضة) تسيطر على تلّ جموع الإستراتيجي بريف درعا". (أرشيف).

Image
صورة ملتقطة من الشاشة في السابع من نيسان/أبريل 2025 من موقع يوتيوب

وبالفعل، يُسمع في الفيديو صوت شخص يذكر اسم الموقع "تلّ الجموع"، و"ثأراً لشهداء مدينة نوى" في درعا.

وأُطلق على هجوم الفصائل المعارضة ذاك الذي بدأ في 30 نيسان/أبريل 2014 اسم "الثأر لشهداء نوى" التي كانت تتعرّض لقصف من الجيش السوري. (أرشيف).

وأعادت نشر الفيديو قناة "أورينت" السورية المعارضة التي كانت تبثّ من الخارج، كما نشرته حسابات عدّة على مواقع التواصل حينها. (ارشيف 1-2).

هل لديكم أي شك حول صحة معلومة أو اقتباس أو صورة؟

تواصلوا معنا