هذا الفيديو ليس لمسلّحين من درعا يخترقون الحدود مع إسرائيل بل لمقاتلي حماس في السابع من تشرين الأول/أكتوبر 2023

قتل تسعة سوريين بنيران إسرائيلية خلال محاولتهم التصدي لقوات توغلت في محافظة درعا في جنوب البلاد فجر الثالث من نيسان/أبريل الحاليّ، وفق ما أفادت السلطات المحلية والمرصد السوري لحقوق الإنسان. بعدها بساعات تداول مستخدمون لمواقع التواصل فيديو زعم ناشروه أنّه لشباب من درعا يخترقون "جداراً فاصلاً بين سوريا وإسرائيل". إلا أنّ الفيديو في الحقيقة يعود للهجوم الذي شنّته حركة حماس في السابع من تشرين الأول/أكتوبر 2023 على إسرائيل. 

يظهر الفيديو رجالاً مسلّحين يجتازون جداراً اسمنتياً محاطاً بأسلاك شائكة وتسمع طلقات ناريّة. 

Image
صورة ملتقطة من الشاشة بتاريخ 7 نيسان/أبريل 2025 عن موقع فيسبوك

وجاء في التعليق المرافق "شباب درعا يدخلون الجدار الفاصل بين سوريا وإسرائيل ويقتلون عدداً من جنود الاحتلال". 

ويأتي انتشار هذا الفيديو بعد مقتل تسعة سوريين فجر الخميس في الثالث من نيسان/أبريل الجاري، أثناء محاولتهم التصدي لقوات إسرائيليّة توغلت في محافظة درعا، وفق ما أفادت السلطات المحلية والمرصد السوري لحقوق الإنسان، بعد ساعات من سلسلة غارات على أنحاء أخرى في البلاد.

وقال الجيش الإسرائيلي من جهته إن قواته ردّت على نيران أطلقها مسلحون تجاهها في المنطقة، حيث كانت تنفذ عملية تضمنت "مصادرة أسلحة وتدمير بنى تحتية إرهابية".

وأحصت سلطات محافظة درعا في بيان على تلغرام مقتل تسعة مدنيين وإصابة آخرين.

وقالت إن القصف جاء بعد "توغل" اسرائيلي في المنطقة، "حيث تقدمت قوات الاحتلال لأول مرة إلى هذا العمق".

وبحسب المرصد، قضى التسعة وهم من أبناء المنطقة المسلّحين "خلال محاولتهم التصدي للقوات الإسرائيلية"، وذلك "بعد نداءات وجهتها مساجد المنطقة لحثّ السكان على الجهاد ضدّ التوغل الإسرائيلي".

حقيقة الفيديو

إلا أنّ الفيديو المتداول لا علاقة له بما حصل أخيراً. 

فالتفتيش عن لقطات منه يرشد إلى نسخٍ أخرى نشرت عام 2023 في مواقع عربيّة وعبريّة ضمن تقارير عن هجمات السابع من تشرين الأول/أكتوبر. (أرشيف 1-2)

ويُظهر التعمّق بالبحث المشاهد نفسها منشورة ضمن تقارير لوسائل إعلام أجنبيّة ذكرت أنّ اللقطات صوّرها مقاتلو حماس عند اقتحامهم للجدار الفاصل في هجومٍ غير مسبوق على إسرائيل. (أرشيف 1-2

Image
صورة ملتقطة من الشاشة بتاريخ 7 نيسان/أبريل 2025 عن موقع ذا غارديان

وتسبّب الهجوم بمقتل 1218 شخصاً، بحسب تعداد لوكالة فرانس برس استناداً إلى أرقام إسرائيلية رسمية.

وخلال الهجوم، خُطف 251 شخصاً، لا يزال 58 منهم محتجزين في غزة، بينهم 34 شخصاً توفوا أو قتلوا، بحسب الجيش.

وأدّت الحرب المدمّرة في قطاع غزة إلى مقتل 50695 شخصاً على الأقل، معظمهم من المدنيين النساء والأطفال، وفقا لبيانات وزارة الصحة التي تديرها حماس وتعتبرها الأمم المتحدة موثوقة.

هل لديكم أي شك حول صحة معلومة أو اقتباس أو صورة؟

تواصلوا معنا