هذه النعوش رمزيّة استخدمت في تظاهرة في تل أبيب وليست لجنود إسرائيليين قتلوا في جنوب لبنان

بعد إعلان إسرائيل بدء عمليات بريّة "محدودة" مطلع الأسبوع الماضي في جنوب لبنان، ومع صدور بيانات متتالية لحزب الله عن تصدي مقاتليه لمحاولات التقدّم الإسرائيليّة، انتشرت على مواقع التواصل الاجتماعي صورة زعم ناشروها أنّها لنعوش جنود إسرائيليين قضوا في المواجهات البرية. إلا أنّ الادعاء خطأ، فالصورة تظهر في الحقيقة نعوشاً رمزيّة وضعت خلال تظاهرة معارضة للحكومة في الخامس من أيلول/سبتمبر للمطالبة بتحرير الرهائن المحتجزين لدى حركة حماس في قطاع غزة.

تبدو في المنشور نعوش لُفّت بالعلم الإسرائيلي ووضعت في ساحة.

وعلّق ناشرو الصورة بالقول "بشائر النصر تبدأ مع بدء العملية البرية" في إشارة إلى تحقيق حزب الله خسائر في القوّات الإسرائيليّة المتوغّلة في الجنوب اللبناني.

Image
صورة ملتقطة من الشاشة في 9 تشرين الأول/أكتوبر 2024 عن موقع فيسبوك

بدأت هذه الصورة تنتشر في 30 أيلول/سبتمبر وبلغات عدّة منها الإسبانيّة بالتزامن مع إعلان إسرائيل بدء عمليات بريّة وصفها الجيش الإسرائيلي بأنها "ضربات محدودة ومركّزة" هدفها تفكيك البنية التحتية لحزب الله.

وتتواصل المواجهات البريّة منذ ذلك الحين في المنطقة الحدوديّة فيما أعلن الجيش الإسرائيلي الثلاثاء توسيع عملياته البريّة بعد نشر قوات إضافية.

وكانت إسرائيل كثّفت منذ 23 أيلول/سبتمبر ضرباتها ضد حزب الله الذي فتح جبهة "إسناد" لقطاع غزة وحركة حماس الفلسطينية في الثامن من تشرين الأول/أكتوبر 2023.

وأعلن الجيش الإسرائيلي في الثالث من تشرين الأول/أكتوبر أنّ حصيلة العسكريين الذين قضوا منذ بدء العمليات البرية ضد حزب الله هي تسعة جنود.

نعوش رمزيّة

إلا أنّ النعوش الظاهرة في الصورة ليست لجنود سقطوا في مواجهات جنوب لبنان بين إسرائيل وحزب الله.

فالتفتيش عن الصورة باستخدام محركات البحث يرشد إلى مقالات على مواقع إخباريّة  ( 1 , 2 ) ومنشورات عبر إكس تضمّ جميعها صوراً مشابهة لتلك المتداولة، وتعود لأوائل أيلول/سبتمبر، أي قبل أسابيع على بدء العمليّة البريّة. (أرشيف 1، 2).

وتشير المقالات إلى أن الصور التقطت خلال تظاهرة جرت في الخامس من أيلول/سبتمبر أمام وزارة الدفاع في تل أبيب. وقام المحتجون آنذاك بوضع 27 نعشاً رمزياً لُفّت بالعلم الإسرائيلي إحياء لذكرى الرهائن الذين قتلوا بعدما احتجزتهم حماس في السابع من تشرين الأول/أكتوبر 2023.

والتقط مصوّرو وكالة فرانس برس صوراً خلال هذه التظاهرة في تل أبيب.

ويمكن ملاحظة العناصر المشتركة لو قورنت الصورة المتداولة مع الصور الأصليّة كما هو مبيّن أدناه:

Image
مقارنة بين الصورة التي نشرتها وكالة فرانس برس وصورة المنشور المضلّل

هل لديكم أي شك حول صحة معلومة أو اقتباس أو صورة؟

تواصلوا معنا