هذا الفيديو قديم ولا يصوّر قوافل جرحى مرفأ بيروت متوجهة إلى سوريا

غداة الانفجار الضخم الذي وقع في مرفأ بيروت الثلاثاء وأسفر عن عشرات القتلى وآلاف الجرحى ودمار هائل وإعلان بيروت مدينة منكوبة، انتشر على مواقع التواصل الاجتماعي مقطع فيديو على أنه لقوافل جرحى يُنقلون إلى مستشفيات سوريا. إلا أن هذا الفيديو منشور قبل نحو ثلاثة أشهر على أنه لقافلة ضحايا من الجيش السوري قتلوا في هجوم في محافظة درعا.

يصوّر الفيديو رجلاً بلباس عسكري يقف على طريق سريع ويؤدي التحية لدى مرور عدد من سيارات الإسعاف. 

ودوّن على الفيديو نفسه "هنا دمشق، هذه قوافل الجرحى من انفجار بيروت تدخل إلى دمشق رغم كل ما جرى لها. لا تترك عربياً يئنّ، هنا تنكسر العنصرية، وهنا خلقت العروبة".

أما في التعليق المرافق فكتب " قوافل جرحى بيروت تدخل سوريا اليوم".

وينتشر هذا الفيديو بعد انتشار خبرٍ آخر يدّعي أن الرئيس السوري بشار الأسد طلب من جمعية الهلال الأحمر السوري التوجه إلى بيروت لنقل هؤلاء الجرحى إلى مستشفيات في بلاده تناول زيفه تقرير لخدمة تقصّي صحّة الأخبار في فرانس برس.

حصد الفيديو آلاف المشاركات بعد ساعات قليلة على بدء انتشاره على موقعي فيسبوك وتويتر في الخامس من آب/أغسطس 2020 غداة  الانفجار الضخم الذي هزّ مرفأ العاصمة اللبنانية بيروت.

Image
صورة ملتقطة من الشاشة في 5 آب/أغسطس 2020 عن موقع فيسبوك

وأسفر الانفجار عن مقتل أكثر من مئة شخص وإصابة أربعة آلاف بجروح وتشريد 300 ألف. ويواصل رجال الإنقاذ محاولات العثور على ضحايا وسط الركام في المرفأ والمباني المدمرة فيما دخلت العاصمة اللبنانية في حداد وأُعلِنت مدينة منكوبة.

فيديو ملتقط قبل أشهر

لكنّ الفيديو لا يصوّر قوافل جرحى انفجار مرفأ بيروت.

ولم تَظهر أية نتيجة لدى التفتيش عنه، بعد تقطيعه إلى مشاهد ثابتة عبر محركات البحث.

إثر ذلك، استُخدمت كلمات مفتاحية مثل "جندي + سوريا+ تحية + قوافل" في خانة البحث في محرك غوغل، ليظهر الفيديو نفسه منشورًا في الخامس من أيار/ مايو الماضي  على يوتيوب وفيسبوك  بعنوان "جندي سوري يضرب تحية لحظة مرور قافلة الشهداء الذين استشهدوا في درعا".

ونشر  الفيديو غداة هجوم وقع في الرابع من أيار/مايو أسفر عن مقتل تسعة عناصر من قوات الأمن السورية برصاص مجهولين هاجموا مديرية حكومية في محافظة درعا جنوب سوريا التي تشهد تفجيرات واغتيالات تستهدف بشكل خاص قوات النظام أو مدنيين، وذلك منذ استعادة قوات النظام السيطرة عليها في صيف العام 2018، وفق ما أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان.

وأوردت وزارة الداخلية السورية في بيان نقلته وكالة الأنباء الرسمية "سانا" أن "تسعة من عناصر قيادة شرطة درعا-ناحية المزيريب استشهدوا إثر اعتداء مجموعة إرهابية عليهم أثناء قيامهم بعملهم".

وقد نشر الفيديو في الخامس من أيار/مايو، أي قبل ثلاثة أشهر، على أنه يوثّق مرور موكب هؤلاء القتلى.

وينفي مجرّد نشره في ذلك التاريخ أي علاقة له بالضحايا الذين سقطوا في بيروت الثلاثاء.

هل لديكم أي شك حول صحة معلومة أو اقتباس أو صورة؟

تواصلوا معنا