صورة التقطها مصوّر لوكالة فرانس برس لمرفأ بيروت في السادس من نيسان/أبريل 2021 أي بعد نحو ثمانية أشهر على الانفجار الكبير الذي وقع في الرابع من آب/أغسطس 2020 ( أ ف ب / أنور عمرو)

الصور المتداولة على أنها تُظهر صاروخاً يضرب مرفأ بيروت قبل عام مركّبة ومصوّرها لم يُقتل

مع اقتراب مرور سنة على الانفجار المروّع الذي وقع في مرفأ بيروت ودمّر أجزاء واسعة من العاصمة، عادت للظهور على مواقع التواصل صور من فيديو قيل إنه يُظهر صاروخاً يضرب المرفأ لحظة الانفجار، وإن من التقطه هو مصوّر شاب قُتل بعد ذلك لإخفاء هذا "الدليل". لكن الفيديو مركّب وقد أضيف الصاروخ إليه، أمّا النسخة الأصليّة فقد التقطها صحافيّ في شبكة "سي أن أن"، لا المصوّر جوزيف بجاني الذي قتل بعد أسابيع من الانفجار.

يظهر في هذا الفيديو، باللونين الأبيض والأسود، حريق مشتعل ثم يُرى صاروخ وهو يصيب المكان، فيقع انفجار هائل.

وقيل في المنشورات المتداولة على مواقع التواصل وعلى مواقع إلكترونيّة إن من التقط هذه المشاهد هو المصوّر جوزيف بجاني الذي قُتل في كانون الأول/ديسمبر 2020، أي بعد أسابيع على انفجار مرفأ بيروت في الرابع من آب/أغسطس.

وأثار مقتله تكهنات كثيرة وتساؤلات على مواقع التواصل في لبنان عن علاقة اغتياله بانفجار المرفأ.

ولم يُكشف حتى الآن عن المتورّطين في الجريمة.

Image
صورة ملتقطة من الشاشة في 27 تموز/يوليو 2021 من موقع فيسبوك

من صوّر الفيديو؟ وهل يظهر صاروخاً؟

لكن المصوّر جوزيف بجاني ليس من صوّر النسخة الأصليّة من هذا الفيديو، بل صحافي في شبكة "سي أن أن" نشره أيضاً على صفحته على موقع فيسبوك.

وقد أظهر تقرير أصدرته خدمة تقصّي صحّة الأخبار في وكالة فرانس برس، بعد الانفجار بيومين، أنّ صاروخاً أضيف إلى هذا الفيديو وأعيد نشره بالأسود والأبيض للإيحاء بأنه تصوير حراريّ يُظهر استهداف المرفأ بصاروخ.

وجاء ظهور الفيديو آنذاك فيما كانت تتردّد على مواقع التواصل في لبنان أخبار عن سماع أشخاص في مناطق مجاورة للمرفأ أصوات طائرات حربيّة في السماء قبل الانفجار بقليل، علماً أن السلطات حينها تحدّثت عن سوء تخزين لمادّة نيترات الأمونيوم أدّى إلى انفجارها.

عام على الانفجار

يعود هذا الفيديو، أو مشاهد منه، للظهور على مواقع التواصل الآن مع اقتراب الذكرى السنوية لهذه الكارثة التي أجّجت السخط الشعبي على النظام السياسي اللبناني والأحزاب القائمة عليه.

ومع أن السلطات اللبنانية تعهدّت حينها بالكشف السريع عن المسؤولين عن الانفجار، إلا أن أي نتائج ملموسة لم تُعلن بعد رغم مرور عام.

ويجري كلّ ذلك في ظلّ أزمة سياسيّة حادّة وانهيار اقتصادي لم يسبق له مثيل، واتهامات للطبقة السياسية بالفساد وعدم المبالاة.

هل لديكم أي شك حول صحة معلومة أو اقتباس أو صورة؟

تواصلوا معنا