هذه الصورة لشرطي يضغط بركبته على عنق شاب التقطت في تشيلي عام 2016

"هذه ليست مينيابوليس، إنها فلسطين"!  تحت هذا العنوان اجتاحت مواقع التواصل الاجتماعي عبر العالم وبلغات عدة صورة رجل بلباس عسكري يضغط بركبته على عنق صبيّ ممدّد أرضاً ووجهه مضرّج بالدماء، على أنها ملتقطة في الأراضي الفلسطينية. قد يكون مثل هذه المنشورات سهل التصديق نظراً للتاريخ المرير للصراع الفلسطينيّ الإسرائيليّ، وقابلاً للانتشار السريع بعد ما جرى في الولايات المتحدة قبل أسبوعين مع المواطن الأميركي الأسود جورج فلويد. لكنّ هذه الصورة بالذات لا علاقة لها بالأراضي الفلسطينية وهي ملتقطة في تشيلي قبل أربع سنوات من مقتل فلويد في ظروف مماثلة.

أثارت هذه الصورة ضجّة على مواقع التواصل. فقبل أسبوع من ظهورها، أي في الخامس والعشرين من أيار/مايو 2020، قتل الأميركي الأسود جورج فلويد البالغ 46 عاماً اختناقًا أثناء توقيفه في مدينة مينيابوليس بولاية مينيسوتا جراء ضغط شرطي أبيض بركبته على عنقه بعد أن مدّده أرضًا على بطنه مكبّل اليدين.

وفيما أثارت قضيّة فلويد احتجاجات في الولايات المتحدة وضجّة عالميّة وأوقف الشرطي المسؤول عنها ووجهت إليه تهمة القتل، رأى ناشرو الصورة أن العالم "لن يتحرّك" حين يتعلّق الأمر بجنديّ "إسرائيلي يقتل طفلأً فلسطينياً".

 

عرض يخفي

تحذير من المحتوى

Image

صورة ملتقطة من الشاشة في 12 حزيران/يونيو 2020 من موقع فيسبوك


 


 

انتشرت الصورة على نطاق واسع جدًّا على منصّات وسائل التواصل الاجتماعي بلغات عدّة منها العربية والإسبانيّة، وشاركها من هذه الصفحة وحدها أكثر من 38 ألف مستخدم وعشرات الآلاف غيرهم عبر صفحات أخرى (1، 2 …).

لكن أين التقطت الصورة؟

في الحقيقة، لا تظهر هذه الصورة جندياً إسرائيلياً يوقف فتى فلسطينياً، بل أرشد التفتيش عنها باستخدام محرّك غوغل إلى الصورة نفسها منشورة في الأول من تشرين الأول/أكتوبر 2016 على موقع إذاعة تشيلية باسم "راديو إيه دي إن". 

ويشير الموقع إلى أن الصورة التقطت في مدينة فالبارايسو وسط تشيلي بعد أن ألقي القبض على الشاب وهو يرسم الغرافيتي.

ونسب الموقع المعلومات إلى جمعية "فرينتي فوتوغرافيكو" التشيلية التي تضم مجموعة مصوّرين مستقلّين".

 

عرض يخفي

تحذير من المحتوى

Image

صورة ملتقطة من الشاشة في 12 حزيران/يونيو 2020 من موقع ADN



 

إثر ذلك، جرى تصفّح حساب هذه الجمعية على موقع فيسبوك، ما أرشد إلى منشور بتاريخ 2 تشرين الأول/ أكتوبر 2016 يضمّ الصورة عينها مرفقة بالتعليق "بعد توقيف دييغو، قامت الشرطة بالاعتداء عليه مرة أخرى في مركزها حيث أمضى ليلته للاستماع إلى شهادته...".

وضمّ المنشور أيضًا مقطع فيديو يصوّر شابًا على وجهه جرح يقول إنه تعرض للضرب على الرأس والبطن.

مع توفر كل هذه العناصر، جرى البحث هذه المرة باستخدام كلمات مفتاح باللغة الإسبانية مثل "شرطة، تشيلي، مراهق، فالبارايسو"، مع تحديد إطار زمني يمتدّ بين 30 أيلول/سبتمبر و31 تشرين الأول/أكتوبر 2016.

وهنا عثر على مقطع فيديو آخر منشور على موقع فيسبوك يضم مشهد الصورة عينها المستخدمة خارج سياقها ويسمع فيه صوت امرأة تتكلم بالإسبانية بلهجة تشيلية وتتوسّل الشرطي كي يترك الصبي المطروح أرضًا وهو يشكو قائلا "أعجز عن التنفس".

شكّل هذا الفيديو مادة جديدة للبحث فجرى التفتيش هذه المرة عبر موقع تويتر باستخدام كلمات مفتاح بالإسبانية هي "فالبارايسو، رسّام غرافيتي" ما أرشد إلى مقال منشور في 3 تشرين الأول/أكتوبر 2016 على قناة "24 Horas" الإخبارية التشيلية يشرح تفاصيل الحادثة.

وفي التفاصيل قامت الشرطة بتوقيف رسام الغرافيتي عندما بدأ بالرسم على أحد الجدران. لكن المشكلة كانت أن الشرطة أوقفته مستخدمة العنف وتسببت بإصابته بجروح.

هل لديكم أي شك حول صحة معلومة أو اقتباس أو صورة؟

تواصلوا معنا