هذا الفيديو لولي العهد السعودي متحدثاً عن إعادة إعمار غزة مركّب

عقب الاتفاق الذي تم التوصل إليه بناء على خطة الرئيس الأميركي دونالد ترامب لإنهاء الحرب بين إسرائيل وحركة حماس، بدأ الحديث عن استقرار القطاع المدمّر وتسريع وتيرة المساعدات الإنسانية وإعادة الإعمار. في هذا السياق انتشر فيديو على مواقع التواصل الاجتماعي زعم ناشروه أنه لولي العهد السعودي محمد بن سلمان وهو يلقي خطاباً يقول فيه إن السعودية لن تُساهم في إعادة إعمار غزة إلا عند نزع السلاح بالكامل. إلا أنّ الفيديو معدّل وبن سلمان لم يأت في خطابه هذا، الذي ألقاه عام 2024، على ذكر إعادة الإعمار في غزة.

يصوّر الفيديو محمد بن سلمان وهو يلقي خطاباً يقول فيه إن السعوديّة "لن تشارك في عملية إعادة إعمار غزة إلا بتحقق شرط أساسي وهو نزع السلاح بالكامل". 

ويضيف "لن نكون جزءاً من إعادة الإعمار لأننا لسنا جمعية خيرية، صحيح أننا ندفع تريليون دولار لترامب، ولكننا ندفع له لكي يحمينا ( …)".

ويختم "أما فيما يخصّ قطاع غزة فلسنا ملزمين في المساهمة في إعادة الإعمار".

Image
صورة ملتقطة من الشاشة بتاريخ 20 تشرين الأول/أكتوبر 2025 عن موقع فيسبوك

يأتي انتشار هذا الفيديو مع توقيع الولايات المتحدة وكل من مصر وتركيا وقطر وثيقة اتفاق غزة الذي توسّط فيه دونالد ترامب وأثمر وقفاً لإطلاق النار بين إسرائيل وحماس وتبادلهما سائر الرهائن الأحياء المحتجزين في القطاع بمعتقلين وسجناء فلسطينيين.

وعقب وقف إطلاق النار في غزة، بدأ الحديث عن إعادة الإعمار بعد الدمار الذي خلفته الحرب التي استمرت عامين. 

وكان رئيس الوزراء الفلسطيني التقى الأسبوع الماضي مسؤولين من الأمم المتحدة ودبلوماسيين لتقديم خطة لإعادة إعمار غزة، رغم عدم اليقين بشأن دور السلطة الفلسطينية في مستقبل القطاع.

وتقدّر الأمم المتحدة أنّ إعادة إعمار القطاع الفلسطيني الذي دُمّر أكثر من 80 في المئة منه، تتطلّب حوالى 70 مليار دولار.

في هذا الإطار انتشر الفيديو المضلّل الذي قيل إنّه لولي العهد السعودي متحدثاً عن إعادة إعمار غزة. 

فيديو مركّب

إلا أنّ الفيديو في الحقيقة مركّب. 

فالتفتيش عن مشاهد ثابتة منه يظهر أنّ نسخته الأصليّة نشرت في أيلول/سبتمبر 2024، عبر قنوات إخباريّة عربية، أي قبل أكثر من سنة على إعلان وقف إطلاق النار في غزة. (أرشيف 1 - 2)

وآنذاك ألقى بن سلمان خطابه بمناسبة افتتاح دورة مجلس الشورى السعودي حيث تحدث عن مؤشرات بلاده الاقتصادية.

وأكّد ولي العهد خلال هذا الخطاب أن لا علاقات دبلوماسية مع إسرائيل من دون قيام دولة فلسطينية مستقلة وعاصمتها القدس الشرقية. 

ويمكن ملاحظة نفس اللقطات في المقطعين الأصلي والمتداول.

Image
مقارنة بين لقطة من الفيديو الأصلي (يمين) وأخرى من الفيديو المضلّل (يسار)

هل لديكم أي شك حول صحة معلومة أو اقتباس أو صورة؟

تواصلوا معنا