هذا الفيديو لسيّارات محترقة مصوّر خلال الاحتجاجات الأخيرة في النيبال ولا علاقة له بفرنسا

شهدت فرنسا خلال الأسابيع الماضية تظاهرات عبّرت عن الغضب الشعبيّ تجاه الرئيس إيمانويل ماكرون على وقع أزمة سياسيّة أفضت إلى تأليف حكومة برئاسة سيباستيان لوكورنو. في هذا السياق تداول مستخدمون لمواقع التواصل الاجتماعي فيديو زعم ناشروه أنّه يظهر إحراق سيّارات في باريس وأعمال شغب. إلا أنّ الفيديو في الحقيقة مصوّر في النيبال خلال الاحتجاجات التي قادتها مجموعات شبابيّة في أيلول/سبتمبر 2025. 

يظهر الفيديو عشرات السيارات والدرّاجات الناريّة المحترقة ودخاناً كثيفاً وألسنة نار. وجاء في التعليق المرافق أنّ الفيديو مصوّر في فرنسا. 

Image
صورة ملتقطة من الشاشة بتاريخ 17 تشرين الأول/أكتوبر 2025 عن موقغ فيسبوك

حظي الفيديو بآلاف المشاركات من صفحات عدّة على مواقع التواصل الاجتماعي منذ بدء انتشاره في الأسابيع الماضية تزامناً مع تظاهرات شهدتها مدنٌ فرنسيّة عدّة تعبيراً عن الغضب الشعبي تجاه رئيس الجمهورية إيمانويل ماكرون. 

وفي العاشر من أيلول/سبتمبر 2025 تجمّع متظاهرون في مختلف أنحاء البلاد مع نشر 80 ألف شرطي للحفاظ على النظام.

وأقامت مجموعات من المتظاهرين حواجز باستخدام حاويات نفايات ورشقوا الشرطة بالقمامة في ضواحي باريس، وفق ما أفاد مراسلو وكالة فرانس برس.

وتزامنت هذه التحرّكات مع تكليف سيباستيان لوكورنو تشكيل حكومة خلفاً لفرانسوا بايرو.

ولم تصمد حكومة لوكورنو الأولى أكثر من 14 ساعة في عمر هو الأقصر منذ تأسيس الجمهورية الخامسة عام 1958.

وشكّل لوكورنو أخيراً حكومته الثانية وهي الحكومة السادسة في عهد ماكرون منذ إعادة انتخابه في أيار/مايو 2022.  

حقيقة الفيديو 

إلا أنّ الفيديو المتداول لا علاقة له بفرنسا. 

فبعد تقطيعه إلى مشاهد ثابتة أرشد البحث إليه منشوراً في صفحات نيباليّة عدّة على مواقع التواصل الاجتماعي في العاشر من أيلول/سبتمبر 2025. (أرشيف 1-2

Image
صورة ملتقطة من الشاشة بتاريخ 17 تشرين الأول/أكتوبر 2025 عن موقغ فيسبوك

وجاء في التعليقات المرافقة أنّه يعود للتظاهرات وأعمال الشغب التي شهدتها النيبال آنذاك بقيادة مجموعات شبابيّة. 

وفي هذه المقاطع يمكن ملاحظة لوحات السيّارات المطابقة لتلك المعتمدة في النيبال.

Image
مقارنة بين لقطة من الفيديو وصورة من موقع worldlicenseplates مع إضافة علامات تشير إلى التطابق بين اللوحتين

وبالاستناد إلى صورٍ وزّعتها وكالة فرانس برس لعمليّة إطفاء الحريق الذي خلّفته التظاهرات في محيط المبنى الحكوميّ في العاصمة كاتماندو يمكن تحديد مكان التقاط الفيديو المتداول في مرأب للسيارات.   

Image
لقطتان من الفيديو المتداول مع إضافة إشارات للعناصر المطابقة لصورة فرانس برس من كاتماندو
Image
تكبير جزء من صورة التقطها مصوّر فرانس برس للمقرّ الحكوميّ بعد التظاهرات في كاتماندو بتاريخ 10 أيلول سبتمبر 2025

وأوقعت هذه التظاهرات العنيفة المناهضة للحكومة 72 قتيلاً على الأقل و191 جريحاً ودفعت برئيس الوزراء كيه بي شارما أولي للاستقالة. 

ونزل الجيل زد الذي يعاني بشدّة من البطالة، إلى شوارع البلاد للتعبير عن غضبه من الحكومة التي اعتبرها فاسدة وغير قادرة على تلبية احتياجاته.

وسبق أن انتشر الفيديو في سياقٍ مضلّل آخر وتحقّق منه صحافيّو خدمة تقصّي صحّة الأخبار في وكالة فرانس برس في المكسيك. 

هل لديكم أي شك حول صحة معلومة أو اقتباس أو صورة؟

تواصلوا معنا