هذا الفيديو لا يصوّر اللحظات الأخيرة للصحافيّ الفلسطيني محمد الجعفراوي

أثار مقتل الصحافي الفلسطيني صالح الجعفراوي بعد وقف إطلاق النار في غزة موجة من الحزن على مواقع التواصل الاجتماعي إذ يعتبر من الوجوه البارزة في تغطية الحرب. في هذا السياق نقلت صفحات عدّة فيديو زعمت أنّه للحظة مقتله. إلا أنّ الفيديو في الحقيقة يظهر مقتل شخص آخر هو محمد زياد أبو طه في غزة قبل أشهر، كما أكّد أفراد من عائلته لوكالة فرانس برس.

يظهر الفيديو رجلاً يقع أرضاً وسط الدمار ويلفظ أنفاسه الأخيرة. وجاء في التعليق المرافق "صالح الجعفراوي يوثّق لحظة ارتقائه بكاميرا جواله". 

Image
صورة ملتقطة من الشاشة بتاريخ 15 تشرين الأول/أكتوبر 2025 عن موقع فيسبوك

حصد الفيديو عشرات آلاف المشاهدات من صفحات عدّة في مواقع التواصل الاجتماعي، بعد مقتل الصحافي الفلسطينيّ صالح الجعفراوي بالرصاص في 12 تشرين الأول/أكتوبر، بحسب ما نقلت وسائل إعلام محلية وأجنبية.

ومنذ بدء الحرب قُتل أكثر من 200 صحافي في غزة بحسب لجنة حماية الصحافيين ومنظمة "مراسلون بلا حدود". واعتبرت منظمة العفو الدولية أنه "لم يشهد أي نزاع في التاريخ الحديث مقتل عدد أكبر من الصحافيين كما هو الحال في إبادة إسرائيل للفلسطينيين في قطاع غزة".

وعرف الجعفراوي بتوثيقه للحرب في صفحاته على مواقع التواصل الاجتماعي قبل أن يقتل الأحد بعد الإعلان عن وقف إطلاق النار. وقالت وسائل إعلام محلية وأجنبية أنه قضى برصاص الاشتباكات التي شهدها القطاع عقب وقف إطلاق النار، بين عناصر حماس ومسلّحين ينتمون لعائلات من القطاع.

حقيقة الفيديو 

إلا أنّ الفيديو المتداول ليس للصحافي صالح الجعفراوي.

فبعد تقطيعه إلى مشاهد ثابتة، أظهر البحث أنّ الفيديو نفسه منشور عبر وسائل إعلام في تمّوز/يوليو 2025، قبل أشهر من مقتل الجعفراوي. (أرشيف 1-2)

وجاء في التعليق المرافق "الشهيد محمد زياد أبو طه يوثق لحظاته الأخيرة بعد إصابته برصاص الاحتلال خلال مجزرة المساعدات بمنطقة السودانية شمال قطاع غزة".  

ونقل الفيديو عن صفحة ابن عمّه الصحافيّ عدلي أبو طه حيث نُشر في 20 تمّوز/يوليو 2025 مرفقاً بتعليق جاء فيه: "آخر لحظات ابن العم الشهيد محمد زياد أبو طه". (أرشيف)

وفي رسالة لوكالة فرانس برس في 14 تشرين الأول/أكتوبر 2025، أكّد عدلي أبو طه أنّ من في المشهد المتداول هو بالفعل محمد أبو طه وقد وجدت عائلته الفيديو في هاتفه عند انتشال جثّته. 

وأضاف "الواضح أنّ محمد كان يصوّر بهاتفه قبل أن يستهدف…كان ذاهباً لتفقّد منزله في منطقة الكتيبة خلال العمليّة العسكريّة على خان يونس...لقد فقد محمّد اثنين من أطفاله". 

هل لديكم أي شك حول صحة معلومة أو اقتباس أو صورة؟

تواصلوا معنا