هذا الفيديو مصوّر في فرنسا قبل سنوات وليس لتضامن الشرطة الإيطاليّة مع متظاهرين داعمين لغزة

تظاهر مئات الآلاف في روما وبرشلونة ومدريد وغيرها من المدن الأوروبية خلال الأيام الماضية دعماً للفلسطينيين. في هذا السياق، تداول مستخدمون لمواقع التواصل الاجتماعي فيديو زعم ناشروه أنّه لعناصر من الشرطة الإيطاليّة يرفضون اعتقال المتظاهرين المتضامنين مع غزّة. إلا أنّ الفيديو في الحقيقة مصوّر خلال وقفة احتجاجيّة للشرطة الفرنسيّة في باريس عام 2020.

يظهر الفيديو  تجمعاً لعناصر من الشرطة يرمون تباعاً الأصفاد على الأرض. وجاء في التعليق المرافق "الشرطة الإيطاليّة ترفض قمع المتظاهرين من أجل غزة". 

Image
صورة ملتقطة من الشاشة بتاريخ 6 تشرين الأول/أكتوبر 2025 عن موقع فيسبوك

يأتي انشار هذا الفيديو بالتزامن مع تحركات شهدتها مدنٌ أوروبيّة عدّة خلال الأيام الماضية دعماً للفلسطينيين وللمطالبة بالإفراج عن ناشطين كانوا على متن أسطول مساعدات دولي اعترضته إسرائيل خلال إبحاره باتجاه سواحل غزة.

وفي روما شارك نحو "مليون" متظاهر وفق المنظمين و250 ألفاً وفق الشرطة في شوارع وسط المدينة وهم يهتفون "أوقفوا الإبادة"، في ظل حضور أمني كثيف. 

وتشهد العديد من المدن الإيطالية تظاهرات كبرى يومياً منذ اعتراض القوات الإسرائيلية أسطول الصمود العالمي.

وعلى عكس ما زعمت المنشورات حول امتناع الشرطة عن قمع المتظاهرين، اندلعت اشتباكات بين المتظاهرين ورجال الشرطة الذين استخدموا الغاز المسيل للدموع وخراطيم المياه اثر تعرضهم للرشق بالزجاجات والمفرقعات.

وأفادت وكالة أنسا الإيطالية للأنباء عن اعتقال 11 متظاهراً.

فما حقيقة الفيديو؟ 

أظهر التفتيش عن لقطات من المقطع المتداول إلى مقاطع أخرى للتحرّك نفسه منشورة في صفحات فرنسيّة على مواقع التواصل الاجتماعي في 14 حزيران/يونيو 2020.  (أرشيف 1-2

وجاء في التعليقات المرافقة أنّ التحرّك يعود لعناصر من الشرطة الفرنسيّة في باريس أمام قوس النصر في جادة الشانزيليزيه.

ووزّعت وكالة فرانس برس مشاهد للتحرّك نفسه.

وقد تجمّع عناصر من الشرطة الفرنسيّة احتجاجاً على تصريح وزير الداخليّة آنذاك كريستوف كاستانير الذي قال إنّ الشرطيين "فشلوا في القيام بواجباتهم الجمهورية" خلال تحرّكات شهدتها مدنٌ أوروبيّة عدّة دعماً لحركة "حياة السود تهم" في الولايات المتحدة.

ودفعت تعليقات كاستانير عشرات من رجال الشرطة إلى التجمع بسيارات دورياتهم في ساحة قوس النصر في باريس وألقوا الأصفاد أرضاً تعبيراً عن احتجاجهم.

ويومها قال ممثل اتحاد الشرطة بروت يون ماراس لوكالة فرانس برس "شعر زملائي بالإحباط وبأن الوزير المشرف عليهم تخلى عنهم".

ويظهر قوس النصر في نهاية الفيديو المتداول، ما يؤكّد أنّه مصوّر في باريس

Image
مقارنة بين لقطة من الفيديو المتداول وصورة لقوس النصر في باريس كما يبدو في خدمة خرائط غوغل

هل لديكم أي شك حول صحة معلومة أو اقتباس أو صورة؟

تواصلوا معنا