هذه الصورة لا تُظهر توقيف ضابط إسرائيلي في بريطانيا بل تعود لضابط ألماني أوقف بتهمة القتل

تداولت صفحات وحسابات على مواقع التواصل الاجتماعي باللغة العربيّة صورة قيل إنّها تظهر توقيف السلطات البريطانية ضابطاً إسرائيلياً على خلفيّة الحرب في قطاع غزّة المُحاصر. لكن هذا الادّعاء غير صحيح، فالصورة نشرتها وكالة فرانس برس في العام 2015 وهي لضابط في الشرطة الألمانية أثناء محاكمته بتهمة قتل.

يظهر في الصورة رجل مقيّد بالأصفاد إلى جانب شرطيّة.

وجاء في التعليقات المرافقة أن الصورة تُظهر ضابطاً في الجيش الإسرائيلي أوقفته السلطات البريطانية بتهمة ارتكاب جرائم حرب.

وحصدت الصورة آلاف المشاركات والتعليقات على مواقع التواصل الاجتماعي باللغة العربيّة.

Image
صورة ملتقطة من الشاشة في 18 آب/أغسطس 2025 من موقع فيسبوك

يأتي ظهور هذا المنشور بعد أسابيع على استجواب السلطات البلجيكيّة في 21 تموز/يوليو الماضي إسرائيليين اثنين في شكوى تقدّمت بها منظّمتين غير حكوميتين "حول انتهاكات جسيمة للقانون الدولي ارتُكبت في قطاع غزة".

وأشارت النيابة الفدراليّة إلى أن الشكوى تطال إسرائيليين يُفترض أنهما جنديان كانا في بلجيكا لحضور مهرجان "تومورولاند"، أحد أكبر مهرجانات الموسيقى الإلكترونية في العالم.

وقالت المنظمتان إنهما حددتا هوية هذين الإسرائيليين ضمن مجموعة صغيرة من الرجال الذين كانوا يرفعون علم "لواء جفعاتي"، وهي وحدة تابعة للجيش الإسرائيلي على خط المواجهة في الحرب على غزة، أمام مسرح "تومورولاند" بالقرب من أنتويرب.

وعادت السلطات البلجيكية وأخلت سبيل المشتبه بهما.

ورحبت المنظمتان بتوقيف الإسرائيليَين، ووصفته بأنه "سابقة في أوروبا" منذ الحملة العسكرية الإسرائيلية المدمرة على الأراضي الفلسطينية رداً على الهجوم غير المسبوق الذي شنته حركة حماس في إسرائيل في السابع من تشرين الأول/أكتوبر 2023.

وأسفرت الهجمات والعمليات العسكرية الإسرائيلية منذ بدء الحرب عن مقتل 61944 شخصاً على الأقل، غالبيتهم من المدنيين، بحسب وزارة الصحة التي تديرها حماس في قطاع غزة، وهي أرقام تعتبرها الأمم المتحدة موثوقة.

واندلعت الحرب في القطاع إثر هجوم غير مسبوق لحماس في السابع من تشرين الأول/أكتوبر 2023 على جنوب إسرائيل، أسفر عن مقتل 1219 شخصاً، معظمهم من المدنيين، وفق تعداد لوكالة فرانس برس يستند إلى بيانات رسمية.

لكن أي خبر عن توقيف ضابط إسرائيلي في بريطانيا لم يُعثر عليه في أي مصدر مُعتبر.

حقيقة الصورة

أما الصورة المتداولة فلا تُظهر ضابطاً إسرائيلياً. فقد وزّعتها وكالة فرانس برس في نيسان/أبريل 2015.

وتُظهر الصورة في الحقيقة ضابطاً في الشرطة الألمانية أوقفته السلطات بتهمة قتل رجل وتقطيعه بناء على طلب القتيل، بعدما تعارفا على موقع لأكلة لحوم البشر.

وأظهرت التحقيقات أن القتيل كان يعبر باستمرار عن رغبته في أن يقتله رجل ويأكل لحمه، من خلال المحادثة الالكترونية والرسائل النصية.

وبعد اللقاء، توجه الشرطي مع الضحية الى بيته حيث ذبحه وقطعه ودفن القطع في حديقة منزله.

وتمكن المحققون من الوصول إلى المشتبه فيه من خلال الرسائل النصية والمحادثات الالكترونية، وأوقفوه من مقر عمله.

وأقرّ الشرطي بكل ما نسب إليه، موضحاً أن الأمر كله جرى في ساعات قليلة.

Image
صورة لوصول الضابط السابق في الشرطة الألمانيّة إلى المحكمة في درسدن في شرق ألمانيا بتاريخ 1 نيسان/أبريل 2015 (AFP / ROBERT MICHAEL)

هل لديكم أي شك حول صحة معلومة أو اقتباس أو صورة؟

تواصلوا معنا