
ما دقّة المنشورات التي تتحدّث عن رائحة عطريّة ما زالت تنبعث من مومياوات عمرها آلاف السنوات في المتحف المصريّ؟
- تاريخ النشر 15 أغسطس 2025 الساعة 16:37
- المدة اللازمة لقراءة المقال: 2 دقيقة
- إعداد: خدمة تقصّي صحّة الأخبار باللغة العربيّة
حقوق النشر لوكالة فرانس برس 2017-2025: أي استخدام تجاري للمادة يتطلب اشتراكاً. اضغطوا هنا لمعرفة المزيد من التفاصيل
تتضمّن المنشورات فيديو قصير لمومياء، وجاء في التعليقات المرافقة أن رائحة عطرة ما زالت تنبعث منها رغم عمرها الضارب في القدم.وتضيف المنشورات أن الرائحة مصدرها عطور استخدمت أثناء التحنيط.

وتُظهر التعليقات على الفيديو أن عدداً من المستخدمين ظنّوا أن رائحة العطور المستخدمة في التحنيط ما زالت تعبق في أرجاء المتحف حيث المومياوات معروضة.
وبحسب ما وقع عليه صحافيو خدمة تقصّي صحّة الأخبار في وكالة فرانس برس، ظهر هذا المنشور في أيار/مايو الماضي عقب نشر وسائل إعلام غربيّة وعربيّة تقريراً عن دراسة أجراها علماء في جامعة "يونيفرسيتي كولدج لندن" عن انبعاثات من المومياوات تلقي الضوء على عمليّة التحنيط. (أرشيف 1 - 2).
ويندرج هذا المنشور ضمن المنشورات الكثيرة التي تحفل بها صفحات مواقع التواصل الاجتماعي ولا سيّما في مصر، عن الحضارة المصريّة القديمة وتطوّرها العلمي والاجتماعيّ، وينطوي كثير من المنشورات على مبالغات أو معلومات غير صحيحة.
فماذا يقول الخبراء عن المعلومات الواردة في هذا المنشور؟
مومياء تايوحرت
يقول مؤمن عثمان رئيس قطاع المتاحف بالمجلس الأعلى للآثار إن المومياء الظاهرة في المقطع "تعود للسيدة النبيلة تايوحرت، التي يُعتقد أنها كانت رئيسة حريم آمون رع وزوجة رئيس كهنة آمون خلال الأسرة الحادية والعشرين" التي حكمت مصر في القرن الحادي عشر قبل الميلاد.
والمومياء معروضة في قاعة خاصة بالمتحف المصري.
ويضيف عثمان لصحافيي خدمة تقصّي صحّة الأخبار في وكالة فرانس برس "المصريون القدماء اشتهروا باستخدام العطور والزيوت العطرية، سواء للتجميل أو في الطقوس الدينية. وتشير برديات أثرية إلى وصفات تضمّ مواد مثل المرّ واللبان والصمغ، كان يُنقع فيها الكتان المستخدم في لفّ المومياوات لأغراض روحانية وتطهيرية".
لكنّ هذه الروائج لا تنبعث في أرجاء المتحف أو في الغرفة المعروضة فيها المومياء مثلما قد يلتبس من المنشور.
"مركّبات عضويّة طيّارة"
ويؤيّد ذلك عالم المصريات حسين عبد البصير، مدير متحف الآثار في مكتبة الإسكندرية، ويقول "الزعم بأن مومياء في المتحف المصري بالتحرير لا تزال تصدر رائحة عطرية منذ آلاف السنين هو ادعاء غير دقيق ومبالغ فيه".
ويقول لوكالة فرانس برس "ما قد يحدث في بعض الحالات هو بقاء أثر خفيف جدًا لرائحة المواد المستخدمة في التحنيط، مثل الزيوت أو الراتنجات (مواد صمغيّة)، لكنها ليست +عطرة+ بالمعنى المعروف".
ويضيف "كان الكتّان يُنقع في مواد عطريّة قبل لفّ المومياء (..) لكن تلك الروائح لم تكن مصممة للبقاء آلاف السنين، وهي لا تدوم بهذه الطريقة".
هل لديكم أي شك حول صحة معلومة أو اقتباس أو صورة؟
تواصلوا معنا