هذا الفيديو ليس لهجوم على بارجة أميركية في البحر الأحمر بل لملاحقة مهربي مخدرات شرق المحيط الهادئ عام 2019

منذ اندلاع الحرب بين إسرائيل وحركة حماس شنّ المتمرّدون الحوثيون في اليمن عشرات الهجمات الصاروخية ضدّ إسرائيل وضدّ سفن في البحر الأحمر يقولون إنها على ارتباط بها. في هذا السياق تداول مستخدمون لمواقع التواصل الاجتماعي فيديو زعم ناشروه أنّه لهجومٍ على بارجة أميركيّة في البحر الأحمر. إلا أنّ الفيديو في الحقيقة يعود لتوقيف خفر السواحل الأميركيّ لغوّاصة مشتبه بتهريبها المخدّرات في شرق المحيط الهادئ عام 2019.

يظهر الفيديو أشخاصاً بملابس عسكريّة وسط البحر يقفزون باتجاه ما يبدو أنّها غوّاصة. 

Image
صورة ملتقطة من الشاشة بتاريخ 1 أيّار/مايو 2025 عن موقع فيسبوك

وجاء في التعليق المرافق "توثيق وصول هدايا اليمن إلى البوارج الأميركيّة ومحاولة إنقاذ الجنود". 

حصد الفيديو آلاف المشاركات من صفحات عدّة في مواقع التواصل الاجتماعي مع استمرار الهجمات التي يشنّها المتمرّدون الحوثيون في اليمن على سفنٍ في البحر الأحمر. 

ومنذ اندلاع الحرب بين إسرائيل وحماس في قطاع غزة إثر هجوم الحركة الفلسطينية على جنوب الدولة العبرية في 7 تشرين الأول/أكتوبر 2023، شنّ الحوثيون عشرات الهجمات الصاروخية ضدّ إسرائيل وضدّ سفن في البحر الأحمر يقولون إنها على ارتباط بها.

ومنذ مطلع 2024 تشنّ الولايات المتّحدة، الحليف الأكبر لإسرائيل، ضربات ضد الحوثيين تشاركها فيها أحياناً بريطانيا.

ورغم عمليات القصف، يواصل الحوثيون الذين يسيطرون على مساحات شاسعة من اليمن، إعلان مسؤوليتهم عن هجمات على سفن أميركية وإسرائيلية. 

حقيقة الفيديو 

إلا أنّ الفيديو المتداول لا علاقة له بكلّ ذلك. 

فالتفتيش عن مشاهد ثابتة من المشهد يرشد إليه منشوراً قبل سنوات في وسائل إعلام أميركيّة. (أرشيف 1-2

ونشر الفيديو الأصليّ في القناة الرسميّة لخفر السواحل الأميركيّة وجاء في التعليق المرافق أنّه يعود لملاحقة قوّات خفر السواحل الأميركيّة لغوّاصة يشتبه في أنّها تستخدم لتهريب المخدّرات شرق المحيط الهادئ بتاريخ 18 حزيران/يونيو 2019. (أرشيف)

وفي العام 1993 كشفت السلطات الأميركيّة هذا الأسلوب الجديد حينها لتجار المخدرات، وضُبطت مذذاك عشرات الغواصات المحمّلة بالمخدرات باتجاه الأراضي الأميركية.

وجاء في تقرير لمجلس الشيوخ الأميركي أن خفر السواحل في 2008 قدروا بـ32% على الأقل كمية الكوكايين الكولومبية التي تُهرَّب إلى الولايات المتحدة بهذه الطريقة.

وفي العام 2020، وفي حديث لوكالة فرانس برس، قال مسؤول رفيع في سلطات مكافحة المخدرات في كولومبيا، إحدى أكبر البلدان تصديراً للمخدرات ولاسيما إلى الولايات المتّحدة، إن هذه الغواصات "تبحر على وجه المياه ويظهر منها جزء بسيط جداً ما يجعل من الصعب رصدها من قبل الدوريات أو أجهزة الرادار".

هل لديكم أي شك حول صحة معلومة أو اقتباس أو صورة؟

تواصلوا معنا