هذا الفيديو لا يصوّر دخول معدات مصريّة حديثاً إلى غزّة لإعادة الإعمار بل يعود للعام 2021

دخلت أولى شاحنات المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة بعد دقائق على بدء وقف إطلاق النار بموجب اتفاق تمّ بوساطة قطرية مصرية أميركية. بالتزامن مع ذلك، انتشر على مواقع التواصل الاجتماعي مقطع فيديو زعم ناشروه أنّه يصوّر معدات مصرية تستعدّ للدخول إلى القطاع المدمّر لرفع الأنقاض استعداداً لإعادة الإعمار. إلا أنّ الفيديو مضلّل، وهو يصوّر في الحقيقة دخول معدات مصرية إلى غزة عام 2021 بعد مواجهة بين الدولة العبرية وحركة حماس.

يصوّر الفيديو جرارات وشاحنات ترفع العلم المصريّ. وعلّق الناشرون بالقول "بعد وقف القتال في غزة مصر تستعد لادخال معدات لرفع الأنقاض تمهيداً لأعمار غزة…".

Image
صورة ملتقطة من الشاشة في 20 كانون الثاني/يناير 2025 عن موقع فيسبوك

حصدت المنشورات آلاف التفاعلات على مواقع التواصل الاجتماعي بالتزامن مع دخول أولى شاحنات المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة بعد دقائق على بدء وقف إطلاق النار، على ما أعلن مسؤول في الأمم المتحدة مكلف بالأراضي الفلسطينية عبر منصة إكس.

وأفادت السلطات المصرية أنه "تمّ الاتفاق على دخول 600 شاحنة يومياً" إلى داخل غزة، بموحب الاتفاق، بينها 50 شاحنة وقود.

وأفاد مسؤول مصري بدخول 260 شاحنة مساعدات و16 صهريج وقود إلى غزة من معبري كرم أبو سالم بين إسرائيل وغزة ونيتسانا الحدودي بين مصر وإسرائيل الأحد.

وينص اتفاق الهدنة الذي تمّ بوساطة قطرية مصرية أميركية، على الإفراج في المرحلة الأولى منه الممتدة على ستة أسابيع، عن 33 رهينة محتجزين في قطاع غزة.

وأعلنت السلطات الإسرائيلية أنها ستفرج عن قرابة 1900 فلسطيني في إطار المرحلة الأولى، بينهم تسعون معتقلاً سيخرجون اليوم.

ويفترض أن تتيح المرحلة الثانية الإفراج عن بقية الرهائن، على ما أوضح الرئيس الأميركي جو بايدن لدى الإعلان عن الاتفاق قبل ثلاثة أيام. أما المرحلة الثالثة والأخيرة، فستُكرس لإعادة بناء غزة وإعادة رفات الرهائن الذين قضوا خلال احتجازهم.

غزة 2021

إلا أنّ الفيديو لا شأن له بكلّ ذلك.

فالتفتيش عنه بعد تقطيعه إلى مشاهد ثابتة، يرشد إلى أجزاء مختلفة منه منشورة عبر تقارير بثتها مواقع إخبارية مصرية عام 2021 عن دخول آليات ومعدات هندسية ثقيلة لإزالة أثار الركام في غزة وتسريع عمليات الإعمار بعد اشتباكات دامية بين الدولة العبرية وحركة حماس. (أرشيف 1، 2)

ووثقت عدسات مصوري وكالة فرانس برس دخول هذه المعدات.

(AFPTV / Said KHATIB)

ماذا حصل آنذاك؟

بدأ التوتر في حي الشيخ جراح في القدس الشرقية المحتلة، حيث نفّذت الشرطة حملة أمنية ضد متظاهرين خرجوا احتجاجاً على خطة لطرد عائلات فلسطينية من منازلها ليحل مستوطنون يهود محلها.

دفع ذلك حماس في العاشر من أيار/مايو إلى إطلاق صواريخ من غزة باتّجاه إسرائيل تضامناً مع الفلسطينيين في القدس.

ردّت إسرائيل بقصفٍ جويّ ومدفعيّ، ما أشعل 11 يوماً من الاشتباكات الدامية بين الدولة العبرية وقطاع غزة المحاصر و راح ضحيتها 243 شخصاً بينهم 66 طفلاً في غزة، بحسب وزارة الصحة التي تديرها حماس في القطاع و12 شخصاً في إسرائيل، بينهم طفل وفتاة وجندي أصيب بصاروخ مضاد للدبابات.

هل لديكم أي شك حول صحة معلومة أو اقتباس أو صورة؟

تواصلوا معنا