هذه الصورة ملتقطة في تركيا سنة 2023 ولا شأن لها بالأوضاع في قطاع غزة

تزامناً مع شنّ الجيش الإسرائيلي عملية عسكريّة أواخر الأسبوع المنصرم في قطاع غزة أدت إلى إخراج آخر مرفق طبي رئيسي في شمال القطاع المدمّر عن الخدمة وإفراغه من مرضاه، نشرت صفحات على مواقع التواصل الاجتماعي صورة قالت إنها لأب يمسك بيد ابنته وهي تحت الركام بعد قصف إسرائيلي على القطاع. لكنّ الصورة في الحقيقة التقطها مصوّر وكالة فرانس برس عقب الزلزال المدمّر الذي ضرب تركيا عام 2023.

يظهر في الصورة رجل يمسك بيدٍ تظهر من بين الركام الذي يجلس عليه.

وقال الناشرون إن الصورة ملتقطة في غزة بعد قصف إسرائيليّ.

Image
صورة ملتقطة من الشاشة في 30 كانون الأول/ديسمبر 2024 من موقع فيسبوك

وحصدت الصورة آلاف المشاركات تزامناً مع استمرار القصف والعمليات العسكرية الإسرائيلية على قطاع غزة التي خلفت أكثر من 45 ألف قتيل وأكثر من 108 آلاف جريح، وفقاً لوزارة الصحة التابعة لحكومة حماس.

وقال خبراء حقوقيون في الأمم المتحدة الاثنين إن إسرائيل يجب أن تواجه عواقب "إلحاق أقصى قدر من المعاناة" بالمدنيين الفلسطينيين في غزة، مؤكدين أن إسرائيل تتحدى القانون الدولي وتحظى بحماية حلفائها.

وسلط الخبراء الأحد عشر في بيان مشترك الضوء على الجرائم المفترضة ضد الإنسانية التي ارتكبتها إسرائيل "ومن بينها القتل والتعذيب والعنف الجنسي والتهجير القسريّ المتكرر الذي يصل إلى حدّ الترحيل القسريّ".

كما أشاروا إلى جرائم حرب مفترضة من بينها "الهجمات العشوائية على المدنيين والأهداف المدنية... واستخدام التجويع سلاح حرب" و"العقاب الجماعي".

من جهة أخرى، طالب المدير العام لمنظمة الصحة العالمية تيدروس أدهانوم غبرييسوس إسرائيل الإثنين بالإفراج عن مدير مستشفى كمال عدوان في شمال قطاع غزة الطبيب حسام أبو صفية الذي اعتقلته مع آخرين من طاقمه خلال عمليّة عسكريّة أواخر الأسبوع المنصرم.

وأدت العملية التي قال الجيش الإسرائيلي إنها هدفت لملاحقة عناصر من حركة المقاومة الإسلامية (حماس)، الى إخراج آخر مرفق طبي رئيسي في شمال القطاع المدمّر عن الخدمة وإفراغه من مرضاه، بحسب ما أكدت منظمة الصحة العالمية التابعة للأمم المتحدة.

حقيقة الصورة

إلا أنّ الصورة المتداولة ليست من قطاع غزة.

فسرعان ما تعرف عليها صحافيو وكالة فرانس برس، فقد التقطها مصور الوكالة في السابع من شهر شباط/فبراير من سنة 2023 أي في اليوم التالي للزلزال المدمر الذي ضرب تركيا وشمال سوريا (أرشيف).

ويظهر في الصورة مسعود هانجر وهو يمسك بيد ابنته إيرماك البالغة من العمر 15 عاماً، والتي توفيت جراء الزلزال في مدينة كهرمان مرعش جنوب تركيا.

Image

وآنذاك، أدّت الهزة الأرضية العنيفة التي استمرت لخمس وستين ثانية إلى مقتل أكثر من 53500 شخص طُمروا تحت أكوام من الإسمنت بعدما انهارت عليهم المباني حيث يقطنون متحولة إلى أنقاض في تركيا.

وفي سوريا سُجّل مقتل 6 آلاف شخص ما رفع حصيلة الكارثة في البلدين إلى حوالي 60 ألف قتيل، لتصبح من بين أكثر 10 كوارث حصداً للأرواح خلال المئة عام الماضية.

هل لديكم أي شك حول صحة معلومة أو اقتباس أو صورة؟

تواصلوا معنا