هذه الصورة ليست لطعامٍ ملطّخ بالدماء في غزّة بل في سوريا

تبثّ وسائل الإعلام ووكالات الأنباء يومياً صوراً توثّق معاناة الفلسطينيين في غزّة منذ اندلاع الحرب هناك قبل أكثر من سنة، إلاّ أنّ صفحات على مواقع التواصل الاجتماعي تستخدم صوراً من حروبٍ أخرى زاعمة أنّها من غزّة لجذب التفاعل، ومنها صورة لأقراص فلافل ملقاة على الأرض وملطّخة بالدماء أرفقت بعبارة "غزّة تباد. إلا أنّ هذه الصورة تحديداً ملتقطة في سوريا قبل أشهر. 

تبدو في الصورة أقراصٌ من الفلافل مرميّة أرضاً ومضرّجة بالدماء. وجاء في التعليق المرافق أنّها ملتقطة في غزّة. 

Image
صورة ملتقطة من الشاشة بتاريخ 18 تشرين الثاني/نوفمبر 2024 عن موقع فيسبوك

حظي المنشور بعشرات آلاف المشاركات في ظلّ استمرار الحرب هناك.

وقد أسفرت الحملة العنيفة التي يشنّها الجيش الإسرائيلي في غزة رداً على هجوم حماس في 7 تشرين الأول/أكتوبر 2023 عن 43922 قتيلاً على الأقل، غالبيتهم مدنيون، وفق آخر أرقام وزارة الصحة التابعة لحماس.

وقد التقط صحافيّون في قطاع غزّة صوراً عدّة توثّق طعاماً ملطخاً بالدماء.

وقبل أسبوعٍ كان عشرات من أفراد عائلة فلسطينية يبيتون في منزل في جباليا في شمال قطاع غزة، عندما استهدفت غارة جوية إسرائيلية فجر الأحد المكان وحوّلت أجساد من فيه وبينهم أطفال إلى أشلاء، اختلطت بالخبز الذي كانوا سيتناولونه عند الصباح.

صورة من سوريا 

إلا أنّ الصورة المتداولة لطعامٍِ ملطّخ بالدماء ليست من قطاع غزّة. 

فقد أرشد البحث إلى الصورة نفسها منشورة في حسابات ناشطين ومنظمات سوريّة مرفقة بتعليق يشير إلى أنّها ملتقطة بعد قصفٍ تعرّضت له مدينة دارة عزّة في ريف حلب (شمال غرب سوريا) مطلع العام 2024. (أرشيف 1-2-3)

إثر ذلك، أرشد التعمّق بالبحث إلى صورة للمشهد نفسه ملتقطة من زاوية أخرى نشرها المصوّر بلال الحمّود في حسابه على موقع إنستغرام. (أرشيف)

Image
صورة ملتقطة من الشاشة بتاريخ 18 تشرين الثاني/نوفمبر 2024 عن موقع فيسبوك

وقد تواصل صحافيّو خدمة تقصّي صحّة الأخبار في وكالة فرانس برس مع بلال الحموّد الذي أكّد أنّ الصورة ملتقطة في المكان نفسه.

وقال لفرانس برس "الصورة من قصف لقوات النظام السوري استهدف وسط مدينة دارة عزة، بتاريخ 1 كانون الثاني/يناير 2024". 

ونشرت وكالة EFE البرازيليّة مشاهد لآثار القصف من تصوير بلال الحمّود يظهر فيها الطعام نفسه. 

ويومذاك قتل ثمانية مدنيين بينهم امرأة وطفلتها وأصيب 19 بجروح خلال تبادل للقصف بين فصائل معارضة وقوات النظام في ريف حلب وفق ما أعلن المرصد السوري لحقوق الإنسان.

فبعدما قصفت المعارضة بلدتي نبّل والزهراء، ردّت القوّات النظاميّة بقصف دارة عزّة. 

وبحسب المصدر نفسه "طالت الضربات فرناً للخبز ومسجداً ومحطة كهرباء وسوقاً شعبياً".

هل لديكم أي شك حول صحة معلومة أو اقتباس أو صورة؟

تواصلوا معنا