المنشورات التي تدّعي أنّ منظمة الصحة العالمية تعتبر العُزّاب من ذوي الإعاقة غير صحيحة

جاء في المنشورات التي حصدت آلاف المشاركات على فيسبوك أن منظمة الصحّة العالمية صارت تعتبر العُزّاب "ضمن ذوي الإعاقة".

Image

صورة ملتقطة من الشاشة بتاريخ 18 تشرين الثاني/نوفمبر 2024 عن موقع فيسبوك

وجاء ظهور هذه المنشورات تزامناً مع اليوم العالمي للعزّاب الذي يقع في الحادي عشر من تشرين الثاني/نوفمبر من كل سنة، ما أكسبها تفاعلات واسعة من مستخدمي مواقع التواصل الذين سخروا من هذا التصنيف المزعوم.

لكنّ منظمة الصحة العالمية لم تصنف العُزّاب على هذا النحو.

 فما القصة؟

يعود أصل انتشار هذا الخبر إلى سنة 2016 حينما نشرت صحيفة تلغراف البريطانية تقريراً تتحدث فيه عن تغييرات مرتقبة في تعريف منظمة الصحة العالمية للعقم (أرشيف).

وجاء في التقرير أن عدم القدرة على العثور على شريك جنسي مناسب - أو عدم وجود علاقات جنسية يمكن أن تحقق الحمل - يمكن اعتباره إعاقة من قبل منظمة الصحة العالميّة.

Image

صورة ملتقطة من الشاشة بتاريخ 18 تشرين الثاني/نوفمبر 2024 عن موقع تلغراف

لكن المنظمة الأممية سارعت للتوضيح في اليوم التالي لنشر مقال تلغراف أنها لن تُحدث أي تغييرات على في تعريفها للعقم.

وقالت منظمة الصحة العالمية إنها ما زالت تعرّف العقم على أنه "مرض يصيب الجهاز التناسلي، ويُعرف بالفشل في تحقيق الحمل السريري بعد 12 شهراً أو أكثر من الاتصال الجنسي المنتظم دون وقاية. وهذا يتماشى مع تعريف المنظمة للعقم عند الذكور والإناث في التصنيف الدولي للأمراض".

إلا أن هذا التوضيح لم يمنع صدور تقارير إعلاميّة عدّة تستنتج بناء على ما جاء في مقال تلغراف أن منظمة الصحة العالمية تعتبر العزاب من ذوي الإعاقة.

ولعلّ ما يدعم هذا الاستنتاج هو اعتبار منظمة الصحّة العالمية سابقاً أن العقم عبارة عن إعاقة.

في هذا الصدد قال رودي إيجرز، ممثل منظمة الصحة العالمية في كينيا، لصحافيي وكالة فرانس برس سنة 2019 -عند بداية انتشار الشائعة- "إن الفكرة جاءت من وثيقة قديمة نُشرت في عام 2011 ولم تعد متاحة على الإنترنت".

وقال الدكتور إيجرز لوكالة فرانس برس في رسالة بالبريد الإلكتروني "على الرغم من أنّ العقم هو ضعف في الوظيفة البيولوجية، فإن منظمة الصحة العالمية لا تصنّفه على أنه إعاقة، لأن الإعاقة ليست مجرد ظاهرة بيولوجية ولا ظاهرة اجتماعية".

وتواصلت وكالة فرانس برس مع الدكتور ديفيد آدمسون، خبير الخصوبة الذي نسبت إليه صحيفة تلغراف تصريحات بشأن تغيير تعريف العقم في المقال المنشور سنة 2016، وقال إن تصريحاته أسيء فهمها.

وقال لوكالة فرانس برس في رسالة بالبريد الإلكتروني "بعض التصريحات في المقال هي نتيجة لسوء الفهم، وسوء التفسير، وخلط التصريحات وإخراجها من السياق".

من جهة أخرى، أكدت صحيفة تلغراف لوكالة فرانس برس أن مقالها لم يشر أبداً إلى أن المبادئ التوجيهية الجديدة قد "تغيرت واعتُمدت كسياسة لمنظمة الصحة العالمية".

وإلى غاية كتابة هذا التقرير لم يطرأ أي تغيير على تعريف منظمة الصحة العالمية للعقم، كما لم تنشر على موقعها أي تصنيف للعزّاب ضمن ذوي الإعاقة (أرشيف).