هذا الفيديو مصوّر في روسيا قبل سنوات وليس لسقوط صواريخ أطلقها حزب الله في حيفا

على وقع التصعيد المتواصل بين إسرائيل وحزب الله الذي شهد أعنف قصف جوي على الإطلاق في لبنان منذ بدء تبادل إطلاق النار على جانبَي الحدود قبل نحو عام على خلفية الحرب في غزة، تنتشر على مواقع التواصل الاجتماعي مقاطع فيديو مضلّلة يدّعي ناشروها أنها تصوّر انفجارات تارة في إسرائيل وطوراً في لبنان وآخرها هذا المقطع الذي زعم ناشروه أنه لانفجارٍ ضخمٍ في حيفا. إلا أنّ الادعاء خطأ والفيديو يصوّر انفجار محطّة وقود في روسيا عام 2021.

يصوّر الفيديو تصاعد ألسنة نيران ضخمة وسحب دخان وسط مباني.

وجاء في التعليق المرافق "دمار كبير وتهجير سكاني في حيفا بعد سلسلة صواريخ أطلقها حزب الله باتجاه شمال +إسرائيل+."

Image
صورة ملتقطة من الشاشة بتاريخ 25 أيلول/سبتمبر عن موقع أكس

 

يأتي انتشار هذا المقطع مع انتقال مركز ثقل الجبهة من قطاع غزة إلى لبنان مع استمرار التصعيد العسكري بين حزب الله والدولة العبرية وبروز مخاوف من نشوب حرب إقليمية.

ويتبادل حزب الله وإسرائيل القصف عبر الحدود بشكل شبه يومي منذ شنّت حماس هجومها غير المسبوق على إسرائيل في السابع من تشرين الأول/أكتوبر وردّت الدولة العبرية بعملية عسكرية متواصلة على قطاع غزة.

وكان قصف يوم الاثنين على لبنان الأكبر منذ اندلعت الحرب بين إسرائيل وحزب االله المدعوم من إيران في منتصف العام 2006.

وأعلن الجيش الإسرائيلي الثلاثاء أنه يواصل غاراته الجوية واستهداف وقصف بنى تحتية عائدة لحزب الله في جنوب لبنان وذلك في إطار عملية أسماها "سهام الشمال".

وأعلن حزب الله في اليوم نفسه قصف قاعدة عسكرية في شمال إسرائيل على دفعتين بتسعين صاروخاً. وقال إنه استهدف "قاعدة دادو" وهي مقر القيادة الشمالية قرب مدينة صفد التي تبعد نحو 15 كيلومترا عن الحدود مع لبنان، على دفعتين "بـ 50 صاروخاً" ثم "40 صاروخاً"، وذلك "دفاعا عن لبنان وشعبه".  

وأعلن الحزب في وقت سابق إطلاق مزيد من صواريخ فادي-2 مستهدفاً مواقع عسكرية قريبة من مدينة حيفا في الشمال، بينها "مصنع متفجرات" على بعد حوالى ستين كلم من الحدود اللبنانية، إضافة إلى مدينة كريات شمونة.

فيديو من روسيا

إلا أنّ الفيديو المتداول لا علاقة له بالتطوّرات في لبنان.

فالتفتيش عنه يرشد إليه منشوراً عبر حساب على تيك توك في 15 حزيران/يونيو 2021 مرفقاً بوسوم باللغة روسيّة تشير إلى أنه انفجار في مدينة نوفوسيبيرسك الروسيّة. (أرشيف)

على ضوء ذلك يرشد التفتيش باستخدام كلمات مفتاحيّة وبحصر تاريخ البحث في هذه الفترة المشار إليها، إلى تقارير وصور ومقاطع فيديو (1، 2، 3 ، 4) تتناول حادثة انفجار في محطة للوقود في نوفوسيبيرسك في شمال روسيا نتج عن إخلال في تدابير السلامة. (أرشيف  1، 2 ، 3، 4)

وبالاستعانة بخدمة خرائط ياندكس الروسيّة وغوغل يمكن مطابقة عناصر المكان والتثبت من أنّه في المدينة الروسيّة المذكورة.

Image
مقارنة بين لقطة من الفيديو ولقطة لخدمة خرائط ياندكس

هل لديكم أي شك حول صحة معلومة أو اقتباس أو صورة؟

تواصلوا معنا