هذا الفيديو لزحام في مطار بيروت قديم ولا شأن له بتصاعد التوتّر بين حزب الله وإسرائيل

في ظلّ تصاعد التوتّر بين حزب الله اللبناني والجيش الإسرائيليّ والخشية من اتسّاع نطاق الحرب، نشرت صفحات وحسابات على مواقع التواصل الاجتماعي فيديو قيل إنّه يُوثّق زحاماً خانقاً في مطار بيروت بسبب الأعداد الكبيرة من المغادرين الهاربين. لكن هذا الادّعاء غير صحيح، فالفيديو مصوّر في أيلول/سبتمبر الماضي، أي قبل شهر على اندلاع الحرب في غزّة وانتقال التوتر إلى الحدود اللبنانية.

يظهر في الفيديو أعداد كبيرة من المسافرين في قاعة مطار بيروت الدولي.

وجاء في التعليقات المرافقة أن الفيديو يصوّر إقبالاً كبيراً من المغتربين والسائحين على مغادرة لبنان مع ارتفاع التوتّر بين حزب الله وإسرائيل في الأيّام الماضية.

Image
صورة ملتقطة من الشاشة في 23 حزيران/يونيو 2024 من موقع أكس

ويأتي نشر الفيديو بهذا السياق في وقت يثير تبادل القصف والتهديدات بين حزب الله وإسرائيل خشية من اتساع نطاق الحرب.

والثلاثاء، أعلن الجيش الإسرائيلي "المصادقة على الخطط العملانية لهجوم على لبنان".

وفي اليوم التالي، حذّر الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله من أن أي مكان في إسرائيل "لن يكون بمنأى" عن صواريخ حزبه في حال اندلاع حرب.

ونبّه الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش الجمعة من أنّ لبنان لا يمكن أن يصبح "غزة أخرى"، مشيراً إلى مخاوف من اتساع الحرب إقليمياً، في ظلّ تصاعد عمليات القصف على الحدود الإسرائيلية اللبنانية والتهديدات المتبادلة.

وأعلن حزب الله السبت شنّه أربع هجمات على مواقع وأبنية يستخدمها الجيش الإسرائيلي، بينها المطلة والمنارة في شمال إسرائيل، فيما قال الجيش الإسرائيلي إنه قصف أهدافاً تابعة لحزب الله في بلدات عدة في جنوب لبنان.

ومنذ بدء التصعيد، قتل 480 شخصاً في لبنان، بينهم 93 مدنياً على الأقل و313 مقاتلاً من حزب الله، وفق تعداد لوكالة فرانس برس يستند إلى بيانات الحزب ومصادر رسميّة لبنانيّة.

سلطات الطيران المدني تنفي

لكن المدير العام للطيران المدني اللبناني فادي حسن نفى صحّة ما تردّد على مواقع التواصل عن حركة مغادرة غير اعتيادية.

وقال لصحافيي وكالة فرانس برس في بيروت صباح 24 حزيران/يونيو 2024 "هذا غير صحيح".

وأضاف "على العكس من ذلك، حركة الوصول إلى ازدياد، القادمون أمس كانوا أكثر من 15 ألف راكب، وهو رقم لم نسجّل مثله العام الماضي، وعدد الواصلين خلال شهر حزيران/يونيو تخطّى 300 ألف، وهو رقم جيّد جداً رغم أننا لم نبلغ وقت الذروة بعد".

وقال مسافرون لبنانيون غادروا عبر مطار بيروت في الأيام الماضية بعد انقضاء عطلة عيد الأضحى إن حركة المغادرة "هي نفسها التي نلاحظها بعد الأعياد، حيث يكون هناك اكتظاظ، لكن الأمر معتاد".

ما حقيقة الفيديو المتداول إذاً؟

أما الفيديو المتداول فهو قديم.

فالتفتيش عنه على محرّكات البحث يُظهر أنّه منشور في مواقع إعلامية محليّة في أيلول/سبتمبر 2023، أي قبل شهر على هجوم حماس في السابع من تشرين الأول/أكتوبر وما تلاه من حرب في غزّة وتوتّر وتبادل للنيران على الحدود بين لبنان وإسرائيل.

ويُظهر الفيديو مشهداً من مشاهد الازدحام في مطار بيروت، وهي مشاهد أصبحت معتادة في السنوات الأخيرة في أوقات الأعياد والإجازات، وسط اتهامات للسلطات بالتقصير في تنظيم عمله.

 

هل لديكم أي شك حول صحة معلومة أو اقتباس أو صورة؟

تواصلوا معنا