هذه الصورة ليست لجثامين الحجاج المصريين الذين قضوا هذا العام

تُوفّي أكثر من 650 مصرياً خلال أداء مناسك الحجّ لهذا العام من بين أكثر من 1300 شخص من جنسيات عدّة قضوا في مكّة المكرّمة وعُزيت وفاة معظمهم إلى الحرّ الشديد. عقب ذلك، تداولت صفحات وحسابات على مواقع التواصل الاجتماعي باللغة العربية صورة قيل إنّها تُظهر جثامين الحجاج المصريين المتوفين. لكن هذا الصورة لا شأن لها بوفاة مئات الحجاج هذا العام بل هي منشورة عام 2015.

تُظهر الصورة ما يبدو أنّها عشرات الجثامين الملفوفة بأكفان بيضاء، والمصفوفة على الأرض.

وجاء في التعليقات المرافقة لهذه الصورة على موقعي أكس وفيسبوك "الضحايا المصريون في كارثة الحجّ لهذا العام".

Image
صورة ملتقطة من الشاشة في 23 حزيران/يونيو 2024 من موقع فيسبوك

بدأ انتشار الصورة بهذا السياق عقب إعلان دول وفاة أكثر من 1300 شخص هذا العام، خلال أداء الفريضة في مكة المكرمة، وقد نُسب كثير من الوفيات إلى الحر الشديد.

وبحسب حصيلة جمعتها وكالة فرانس برس من سلطات الدول المعنية ودبلوماسيين الجمعة، بلغ عدد وفيات الحجاج هذا العام 1100، أكثر من نصفهم من مصر.

لكن وكالة الأنباء السعودية نقلت عن وزير الصحّة فهد الجلاجل الأحد أن عدد الوفيات بلغ 1301.

وقال مسؤول سعودي لوكالة فرانس برس إن هذا الأمر  حدث "في ظروف جوية صعبة ودرجة حرارة قاسية للغاية".

وكلّ عام يؤدي عشرات آلاف الحجاج الفريضة بدون تصاريح بسبب احتمال عدم قبولهم، إذ هناك حصة محددة لكل دولة، وارتفاع تكاليف الحجوزات.

ويحرمهم ذلك من الوصول إلى الأماكن المكيّفة التي وفّرتها السلطات السعودية لـ1,8 مليون حاج يحملون تصاريح.

وأفاد حجاج مصريون غير نظاميين فرانس برس هذا الأسبوع بأنهم واجهوا صعوبات في دخول المستشفيات أو استدعاء الإسعاف لأحبائهم، وقد قضى بعضهم.

وتعذّر على هؤلاء استخدام حافلات الحج الرسمية، وهي وسيلة النقل الوحيدة حول الأماكن المقدسة، من دون دفع رسوم باهظة على نحو غير رسمي.

وبعدما اضطروا للسير كيلومترات عدة تحت أشعة الشمس الحارقة، أفاد البعض بمشاهدة جثث على قارعة الطريق وحجاج ينهارون بسبب الإرهاق الواضح.

حقيقة الصورة

لكن الصورة التي سارعت صفحات وحسابات إلى نشرها لا شأن لها بذلك.

فالتفتيش عنها على محرّكات البحث يُظهر أنّها منشورة في العام 2015، ما يدحض أن تكون من موسم الحجّ الحالي مثلما ادّعت المنشورات.

ونُشرت الصورة في أيلول/سبتمبر من العام 2015 على مواقع إخباريّة وأيضاً على صفحات على مواقع التواصل، على أنّها تُظهر ضحايا حادث وقع في موسم الحجّ آنذاك.

Image
صورة نشرتها وكالة تسنيم الإيرانية في أيلول/سبتمبر 2015

وحينها، أدى تدافع قرب مِنى في أوّل أيّام عيد الأضحى إلى وفاة أكثر من 700 شخص وإصابة أكثر من 800 آخرين في أسوأ حادث منذ نحو ثلاثة عقود.

وقال مسؤول في وزارة الصحّة السعودية لوكالة فرانس برس آنذاك إن التدافع وقع في وقت رمي الجمرات، حين حاول حشد من الحجاج مغادرة الموقع فيما كان عدد كبير يحاول الوصول إليه.

هل لديكم أي شك حول صحة معلومة أو اقتباس أو صورة؟

تواصلوا معنا