الصورة المتداولة على أنها لمقاتل فرنسي قُتل في غزّة هي في الحقيقة لجنديّ إسرائيلي في هضبة الجولان عام 2013

انتشرت صورة على مواقع التواصل الاجتماعي قيل إنّها تُظهر قائد مجموعة من المرتزقة الفرنسيّين في صفوف الجيش الإسرائيلي قُتل أخيراً في غزّة. إلا أن الادعاء غير صحيح، فالصورة قديمة من العام 2013 وهي في الحقيقة لجنود إسرائيليين في هضبة الجولان. 

يظهر في الصورة مجموعة من العسكريين واقفين بأسلحتهم ومن خلفهم أشجار.

وقام ناشروها بإضافة رسم دائري على أحد الجنود مع الادعاء بأنه "قائد مجموعة مرتزقة فرنسيين" قُتل مع خمسة من مجموعته خلال مشاركته في القتال إلى جانب الجيش الإسرائيلي في قطاع غزّة.

Image
صورة ملتقطة من الشاشة في 26 نيسان/أبريل 2024 من موقع فيسبوك

سياق ظهور المنشورات

يأتي انتشار هذه الصورة في هذه الصيغة حاصدة عشرات المشاركات على فيسبوك فيما تواصل إسرائيل استعداداتها لتنفيذ عملية عسكرية في رفح بجنوب القطاع الفلسطيني المحاصر حيث يشنّ الجيش الإسرائيلي قصفاً مكثفاً بعد أكثر من مئتي يوم على بدء الحرب بينه وبين حركة حماس.

وتواصل العديد من العواصم الأجنبية والمنظمات الإنسانية الإعراب عن قلقها إزاء الاستعدادات الإسرائيلية الجارية لاجتياح رفح حيث يتكدّس مليون ونصف مليون فلسطيني.

ويأتي ظهور هذه المنشورات أيضاً في ظلّ اتّهامات على مواقع التواصل - وخصوصاً باللغة العربيّة - للجيش الإسرائيلي بتجنيد مرتزقة في صفوفه.

إضافة إلى ذلك، أعلن توماس بورت وهو نائب فرنسي من اليسار الراديكالي في منشور عبر حسابه على منصة أكس في 20 كانون الأول/ديسمبر 2023 - أي بعد حوالى شهرين على بدء الحرب في غزة - أنه وجّه رسميأً إلى وزير العدل الفرنسي إريك دوبوند موريتي رسالة طالباً منه فتح تحقيق بشأن "أربعة آلاف جنديّ فرنسيّ" متواجدين في غزّة حاليّاً إلى جانب الجيش الإسرائيلي.

وأضاف في منشوره "في حال تبيّن أنهم ارتكبوا جرائم حرب، أطلب أن يمثلوا أمام القضاء الفرنسي (..) نظراً لجرائم الحرب التي يرتكبها عناصر الجيش الإسرائيلي في غزّة وفي الضفّة الغربيّة".

حقيقة الصورة

إلا أن الصورة لا علاقة لها بالحرب الحالية في غزّة، بل هي منشورة قبل عقد من الزمن.

فقد أرشد التفتيش عنها عبر محركات البحث إلى النسخة الأصلية منها منشورة في موقع وكالة غيتي للصور في السادس من أيار/مايو 2013، ما ينفي أن تكون ملتقطة حديثاً.

Image
صورة ملتقطة من الشاشة في 26 نيسان/أبريل 2024 من موقع وكالة غيتي للصور

وأوضحت الوكالة في التعليق المرافق أن الصورة تُظهر جنوداً إسرائيليين من لواء جولاني خلال تدريب عسكري في هضبة الجولان بالقرب من الحدود مع سوريا.

واحتلت إسرائيل مرتفعات الجولان في العام 1967 وضمتها لاحقاً في خطوة لم يعترف بها المجتمع الدولي.

هل لديكم أي شك حول صحة معلومة أو اقتباس أو صورة؟

تواصلوا معنا