هذا الفيديو يضمّ صورتين من قاعدتين جوّيتين أميركيّة وكويتيّة ولا يظهر مشاهد الدمار بعد الهجوم الإيراني على إسرائيل

أثارالهجوم غير المسبوق الذي شنّته إيران على إسرائيل بالمسيرات والصواريخ ردّاً على قصف قنصليتها في دمشق، موجة من الأخبار المضلّلة، آخرها مقطع فيديو زعم ناشروه أنّه يظهر لقطات "مُسرّبة" لمشاهد الدمار التي خلّفها الهجوم. إلا أنّ الفيديو في الحقيقة يجمّع لقطات من صورتين قديمتين لطائرتين حربيّتين في قاعدتين أميركيّة وكويتيّة.

يضمّ الفيديو لقطات لما يبدو أنّها طائرات حربيّة يحيط بها دمار. وعلّق ناشرو الفيديو بالقول "لقطات مسرّبة متداولة الآن للدّمار الذي لم تنشره وسائل الإعلام الإسرائيلية عن تبعات قصف الصواريخ الإيرانية لمواقع عسكرية إسرائيلية...".

Image
صورة ملتقطة من الشاشة في 23 نيسان/أبريل 2024 عن موقع أكس

حصد الفيديو تفاعلات واسعة عبر منصّات مواقع التواصل الاجتماعي من تيك توك وفيسبوك وأكس.

ويأتي انتشاره الآن عقب شنّ إيران ليل 13-14 نيسان/أبريل هجوماً غير مسبوق على إسرائيل أطلقت فيه أكثر من 300 مقذوف بحمولة إجماليّة بلغت 85 طناً، قائلة إنّه ردّ على تدمير قنصليتها في دمشق في الأوّل من نيسان/أبريل في ضربة نُسبت لإسرائيل.

بعد أيام، نقلت وسائل إعلام أميركية عن مسؤولين أميركيين قولهم إنّ إسرائيل شنّت ضربة على إيران ردّاً على الهجوم الإيراني غير المسبوق، فيما وصفت إيران تلك الضربة المنسوبة لإسرائيل بأنها "لعبة أطفال".

وفيما تثير هذه التطوّرات مخاوف من توسيع نطاق التوتّر في منطقة الشرق الأوسط في ظلّ الحرب المتواصلة في قطاع غزّة، ذهبت صفحات وحسابات على مواقع التواصل لوصف كلّ ما يجري بين إيران وإسرائيل بأنّه "مسرحيّة". وفي هذا السياق نُشرت المشاهد التي زعم ناشروها أنها للدمار قائلين إنّه دليل على أنّ ما حصل ليس "بمسرحيّة".

حقيقة الفيديو

إلا أنّ ما قيل عن أنّ هذا الفيديو يوثّق الدمار الذي خلّفه الهجوم الإيراني على الدولة العبريّة غير صحيح.

فالتفتيش عنه بعد تقطيعه إلى مشاهد ثابتة يُظهر أنّ مشاهده الخمسة هي عبارة عن صورتين فقط موزّعتين على مدّة الفيديو. والصورتان ملتقطتان في قاعدتين عسكريتين واحدة في الولايات المتحدة والأخرى في الكويت.

وفي التفاصيل، يظهر التفتيش عن اللقطة الأولى (يمين)، أنها جزء من صورة  أكبر منشورة عبر موقع تابع لسلاح الجو الأميركي في آب/أغسطس 2012 .

وتظهر الصورة الأصليّة الدمار الذي لحق بقاعدة هومستيد الجويّة في ولاية فلوريدا بعد أن ضربها الإعصار آندرو الذي صُنّف من الدرجة الخامسة وهي الأعلى على سلم سافير-سيمبسون. وأودى الإعصار آنذاك بحياة عشرات الأشخاص.

Image
صورة ملتقطة من الشاشة بتاريخ 23 نيسان/أبريل 2024 من الفيديو المضلّل
Image
صورة ملتقطة من الشاشة بتاريخ 23 نيسان/أبريل 2023 عن موقع سلاح الجو الأميركي

أما الصورة الثانية فيظهر التفتيش عنها أنّها منشورة عبر موقع هاوٍ ينشر عادة صور الطائرات العسكريّة ويرفقها بمعلومات مفصّلة عنها.

وعن هذه الصورة قال الناشر إنها التقطت في آذار/مارس 1998 في قاعدة أحمد الجابر الجويّة جنوب الكويت خلال عمليّة "المراقبة الجنوبية" التي نفّذتها الولايات المتحدة في العراق آنذاك.

Image
Image
aerial visuals صورة ملتقطة من الشاشة بتاريخ 23 نيسان/أبريل 2024 عن موقع

 

ويَنسب الموقع هذه الصورة إلى سلاح الجو الأميركي. إلا أنّ التفتيش ضمن الموقع لا يرشد إلى الصورة نفسها بل إلى صور مشابهة من القاعدة نفسها (ص. 11). 

يرشد البحث أيضاً إلى موقع أميركي توثيقي عرض معلومات عن هذه الطائرة مشيراً أيضاً إلى أن هذه الصورة المتداولة ملتقطة في قاعدة أحمد الجابر الجويّة في الكويت.

Image
صورة ملتقطة من الشاشة بتاريخ 23 نيسان/أبريل 2024 عن موقع الأرشيف الحكومي الأميركي

المشهد الثالث والرابع  من الفيديو هما أيضاً من قاعدة هومستيد الجويّة في ولاية فلوريدا بعد أن ضربها الإعصار. ويظهر واضحاً أن المشهد الأول والمشهد الثالث والمشهد الرابع مقتطعة من الصورة نفسها التي نشرها سلاح الجوّ الأميركي.

ويمكن ملاحظة ذلك في المقارنة أدناه :

Image
صورة ملتقطة من الشاشة عن موقع قاعدة هومستيد التابعة لسلاح الجو الأميركي مع تسليط الضوء على الأجزاء التي يتعين مقارنتها مع الفيديو المضلّل
Image
صورة ملتقطة من الشاشة من الفيديو المضلّل مع إشارة إلى علامات التشابه مع الصورة الأصليّة

أما المشهد الخامس والأخير، فيظهر هذه المرّة كامل جسم الطائرة في الصورة الملتقطة في قاعدة أحمد الجابر الجويّة في الكويت.

Image
صورة ملتقطة من الشاشة من الفيديو المضلّل
Image
صورة ملتقطة من الشاشة عن موقع aerialvisuals.ca

هل لديكم أي شك حول صحة معلومة أو اقتباس أو صورة؟

تواصلوا معنا