صورة لقناع توت عنخ آمون الذهبي المعروض في المتحف المصري وسط القاهرة في 27 أيلول/سبتمبر 2022 ( AFP / KHALED DESOUKI)

"قناع توت عنخ آمون لم تُنقش عليه عبارة "القوة تفتح أجنحتها لمن يستحقّها

في سياق المنشورات المتداولة التي تشيد برقيّ وتقدّم الحضارة المصريّة القديمة على مواقع التواصل الاجتماعي، تنشر بين الحين والآخر صفحات، ولا سيّما المصريّة منها، قصصاً خياليّة عن هذه الحضارة لا تمتّ لها بصلة. آخر هذه المنشورات زعمت أن قناع الملك المصري القديم توت عنخ آمون نُقشت عليه بالهيروغليفية جملة تقول إن "القوة تفتح أجنحتها لمن يستحقها والموت يفرد جناحيه لكل جبان". هذا الادعاء لا صحّة له والمعلومات الموثّقة عن هذا القناع فصّلها لوكالة فرانس برس خبيران في علم المصريات.

يظهر في الصورة قناع توت عنخ آمون المصنوع من الذهب الخالص والموجود في المتحف المصري في القاهرة.

وقال مشاركو الصورة إن القناع نُقشت عليه عبارة "القوة تفتح أجنحتها لمن يستحقها والموت يفرد جناحيه لكل جبان".

ووُصف القناع بأنه "عبارة عن ذهب خالص ونوعه نادر وهو مرصّع بالأحجار الكريمة منها نادرة الوجود ومنها لم تعد موجودة على الأرض".

Image
صورة ملتقطة من الشاشة بتاريخ 24 نيسان/أبريل 2024 عن موقع فيسبوك

ويُعد توت عنخ أمون المعروف بلقب الملك الطفل من أشهر الملوك في تاريخ مصر الفرعوني وقد توفي في العام 1324 قبل الميلاد وهو في التاسعة عشرة من عمره بعدما أمضى تسع سنوات فقط في الحكم.

تشويه للمعلومات وتضليل

لكنّ الجملة التي تدعي المنشورات أنها مكتوبة على قناع توت عنخ أمون غير موجودة أساساً، بحسب ما أكّد خبيران في الآثار المصرية لوكالة فرانس برس.

ويقول عالم الآثار المصري زاهي حواس الذي شغل في السابق منصب وزير الدولة لشؤون الآثار المصرية، إن عبارة "القوة تفتح أجنحتها لمن يستحقها والموت يفرد جناحيه لكل جبان" لم تنقش على قناع توت عنخ آمون على الإطلاق، ووصف الادعاءات بأنها "هراء".

ويضيف حواس الذي أصدر أكثر من 15 كتابًا عن أسرار توت عنخ أمون منها كتابه الذي حمل عنوان "اكتشاف توت عنخ آمون"، أن القناع هذا نُقشت على جانبيه الخلفيين مجموعة من النقوش الهيروغليفيّة  وهي مستمدة من كتاب "الخروج في النهار"، وبالتحديد النص رقم 151 منه.

ويتفق مع حواس، حسين عبد البصير، وهو عالم مصريات ومدير متحف آثار مكتبة الإسكندرية ومؤلف كتاب "أسرار الفرعون الذهبي توت عنخ آمون"، مشدداً أن الجملة التي يدّعي مستخدمون أنها موجودة على القناع هي من نسج خيال ناشريها، ولا يحمل القناع هذه العبارة.

ويضيف عبد البصير أن قدماء المصريين كان لديهم بعض الممارسات الجنائزية التي كانوا يؤمنون بأهميتها لضمان خلودهم بعد الموت، ومنها الأقنعة، والتي كانت تستخدم لتغطية وجه المومياوات والتأكد من قدرة روح الميت على التعرف على الجسد.

ماذا عن الأحجار النادرة؟

ويتابع عبد البصير معلّقاً على الادعاء الذي تطرّقت إليه المنشورات والذي يتحدّث عن  أحجار كريمة منها ما هو  نادر الوجود وأخرى لم تعد موجودة على الأرض" فيقول هذا الادعاء "مبالغ به".

ويشرح الخبير مفصّلاً أنّ القناع مصنوع من الذهب والأحجار الكريمة مثل العقيق والكوارتز واللازورد والزجاج الملوّن، وكلّ الأحجار التي زيّنت القناع موجودة ومعروفة .

ويستطرد قائلاً "كلّ هذا لا ينفي أن دقة التمثال والاتقان في صنعه شهادة لبراعة الفنان المصري القديم".

إذًا ما المكتوب على القناع الذهبي؟

يتفق الخبيران حواس وعبد البصير على أن النقوش الموجودة على القناع من الخلف هي النص رقم 151 من كتاب "الخروج في النهار" المشهور باسم كتاب الموتى.

ويضيفان أن هذا النصّ في الكتاب ينسب كلّ عضو من أعضاء وجه الميت إلى إله، من أجل ضمان الحماية الإلهية الكاملة للمتوفى.

ويتفقان على أنّ الكتابة منقسمة على ظهر القناع إلى جزأين، الجزء الأول يقع على يمين القناع من الخلف، والجزء الثاني على يساره.

هل لديكم أي شك حول صحة معلومة أو اقتباس أو صورة؟

تواصلوا معنا