هذه الصور ليست لاحتراق مصافٍ للنفط في مدينة حيفا

بعد إعلان فصائل عراقيّة استهداف مصافي النفط في مدينة حيفا بواسطة الطيران المسيّر، ظهرت على مواقع التواصل الاجتماعي صورٌ زعم ناشروها أنّها لأضرارٍ خلّفها هذا الهجوم. إلا أنّ هذه الصور في الحقيقة منشورة خلال الأشهر الماضية وتعود لأحداثٍ في أماكن مختلفة. 

تظهر الصور ألسنة نارٍ تخرج من مواقع مختلفة تبدو أنّها صناعيّة.

Image
صور ملتقطة من الشاشة بتاريخ 8 نيسان/أبريل 2024 عن موقع أكس

وجاء في التعليقات المرافقة أنّ هذه الصور تعود "لاحتراق مصافي النفط في مدينة حيفا بعد أن استهدفتها المقاومة الإسلاميّة في العراق". 

يأتي انتشار هذه الصور، بعد أن أعلنت "فصائل المقاومة الإسلاميّة في العراق"، وهي مجموعة فصائل عراقية ذات نفوذ واسع تربطها علاقات وثيقة مع طهران، استهداف مصافي النفط في مدينة حيفا بواسطة الطيران المسيّر في السادس من نيسان/أبريل 2024.

وقد تبنّت هذه الفصائل في الأسابيع الأخيرة هجمات بالصواريخ والطائرات المسيّرة ضدّ القوات الأميركية وقوات التحالف الدولي لمكافحة تنظيم الدولة الإسلامية في العراق وسوريا.

وتقول "المقاومة الإسلامية في العراق" إن هجماتها تأتي تضامناً مع غزة وضدّ الدعم الأميركي لإسرائيل في حربها على حماس، لكنها تطالب كذلك بانسحاب حوالى 2500 جندي أميركي منتشرين في العراق في إطار التحالف الدولي.

صور قديمة 

إلا أنّ الصور المتداولة لا علاقة لها بكلّ ذلك. 

فقد أظهر البحث أنّ الصورة الأولى منشورة في 15 آب/أغسطس 2023 في مواقع عدّة إضافة إلى مقطع فيديو، مرفقاً بأخبارٍ عن انفجارٍ في المنطقة الصناعيّة في شمال تل أبيب. 

Image
صورة ملتقطة من الشاشة بتاريخ 8 نيسان/أبريل 2024 عن موقع وكالة مهر الإيرانيّة

ونشرت وسائل إعلام إسرائيليّة آنذاك الفيديو مرفقاً بخبرٍ عن وقوع انفجارٍ في مصنعٍ في مدينة رمات هشارون شمالي تل أبيب. 

أمّا الصورة الثانية فيمكن العثور عليها منشورة في مواقع إخباريّة مصريّة عدّة في شهر تشرين الأول/أكتوبر 2023. 

Image
صورة ملتقطة من الشاشة بتاريخ 8 نيسان/أبريل 2024 عن موقع "القاهرة 24"

وتعود الصورة للحريق الهائل الذي نشب آنذاك في مقرّ مديرية الأمن في مدينة الإسماعيلية المصرية، وأدّى إلى إصابة 45 شخصاً. 

الصورة الثالثة أيضاً ليست حديثة العهد، فقد نشرت في مواقع وصفحات عدّة  في 9 تشرين الثاني/نوفمبر 2023. 

Image
صورة ملتقطة من الشاشة بتاريخ 8 نيسان/أبريل 2024 عن موقع روداو

ونشرت الصورة إلى جانب مقطع فيديو يظهر الحريق نفسه، وجاء في التعليقات المرافقة أنّها لاستهداف قاعدة عسكريّة في إقليم كردستان العراق.

وقد أفاد جهاز مكافحة الإرهاب في إقليم كردستان آنذاك في بيان عن وقوع"هجوم بطائرات مسيرة على مطار حرير في محافظة أربيل تسبّب في نشوب حريق في مستودع الوقود للقاعدة". وكان المطار "يُستخدم سابقاً كقاعدة عسكرية للتحالف الدولي ضد تنظيم داعش، ولكن تم إخلاؤه بتاريخ 20-10-2023"، بحسب البيان.

وقد تبنّت "المقاومة الإسلامية في العراق" الهجوم على القاعدة التي تضمّ قوات أجنبية في مطار أربيل.

هل لديكم أي شك حول صحة معلومة أو اقتباس أو صورة؟

تواصلوا معنا