هذا الفيديو قديم ولا يُظهر توجّه مقاتلين يمنيين إلى البحر الأحمر حديثاً

تعهّد المتمرّدون الحوثيون في اليمن مواصلة عملياتهم في البحر الأحمر تضامناً مع الفلسطينيين في قطاع غزّة. في هذا السياق انتشر مقطع فيديو زعم ناشروه أنه يظهر حشوداً من المقاتلين اليمنيين متوجّهين للبحر الأحمر "للتصدّي لأي تهديد". إلا أن الادّعاء مضلّل والفيديو منشور قبل ستّ سنوات.

يظهر في الفيديو جموع من الناس على امتداد طريق تمرّ منها آليات على متنها مسلّحون، ويُسمع دوي إطلاق الرصاص.

وعلّق الناشرون بالقول "حشود يمنيّة كبيرة تتجه نحو البحر الأحمر للتصدي لأي نوع من أنواع التهديد، هذا البحر بحرهم، وفلسطين قضيتهم".

Image
صورة ملتقطة من الشاشة في 20 كانون الأول/ديسمبر 2023 من موقع إكس

الحوثيون يتوعدون بمواصلة مهاجمة السفن

وجاء تداول هذا الفيديو تزامناً مع تأكيد المتمرّدين الحوثيين أنهم "لن يوقفوا" عملياتهم العسكرية "دعمًا لغزة" في البحر الأحمر على الرغم من إدانة الأميركيين لها واعتبارها تهديدًا "غير مقبول" لحرية التجارة في الممر الملاحي الدولي.

والثلاثاء هدّد المتمرّدون الحوثيون بمهاجمة "أي دولة" تتحرّك ضدهم.

وقال محمد علي الحوثي عضو المجلس السياسي اليمني الأعلى في تصريح لقناة العالم الإيرانية الناطقة بالعربية، "أي دولة تتحرك ضدّنا سيتمّ استهداف سفنها في البحر الأحمر".

وكانت الولايات الولايات المتحدة أعلنت الاثنين تشكيل تحالف دولي للتصدّي لهجمات الحوثيين في البحر الأحمر تحت مسمى "المبادرة الأمنية المتعددة الجنسيات"، يضمّ عشرة بلدان بينها بريطانيا وفرنسا وإيطاليا والبحرين.

وقال المسؤول الحوثي محمد البخيتي على منصة "إكس"، "حتى لو نجحت أميركا في حشد العالم كله فإن عملياتنا العسكرية لن تتوقف إلا بتوقف جرائم الإبادة الجماعية في غزة والسماح بدخول الغذاء والدواء والوقود لسكانها المحاصرين مهما كلفنا ذلك من تضحيات".

حقيقة الفيديو

لكن الفيديو لا شأن له بالتطورات الأخيرة في اليمن.

فالتفتيش عنه بتقطيعه لمشاهد ثابتة يرشد إليه منشوراً على قناة يوتيوب لموقع الحدث بتاريخ 3 كانون الأول/ديسمبر من سنة 2017.

وجاء في التفاصيل أن الفيديو يظهر "وصول تعزيزات عسكريّة رجالاً وعتاداً من قوات المؤتمر والقبائل اليمنية إلى تخوم صنعاء للمشاركة في المعارك الرامية لطرد ميليشيات الحوثي من العاصمة".

وآنذاك شهدت العاصمة اليمنيّة معارك دامية بين المتمردين الحوثيين وأنصار الرئيس اليمني السابق علي عبد الله صالح الذي كان أعلن استعداده فتح "صفحة جديدة" مع التحالف بقيادة السعودية.

وبعد أن كان الحوثيون يتقاسمون السيطرة على العاصمة اليمنية مع قوات المؤتمر الشعبي العام بزعامة صالح الذي انقلب عليهم، أتاح مقتله في كمين جنوب صنعاء، للحوثيين الانفراد فيها.

هل لديكم أي شك حول صحة معلومة أو اقتباس أو صورة؟

تواصلوا معنا