هذا الفيديو منشور قبل أسابيع ولا شأن له بحملات مقاطعة شركة زارا على خلفية إعلانها الأخير

سحبت علامة "زارا" التجاريّة حملة إعلانية أطلقتها قبل أيام، بعد انتشار دعوات للمقاطعة على نطاق واسع على شبكات التواصل الاجتماعي بسبب احتوائها صوراً اعتبرت جهات عدّة أنها تستهزئ بقتلى الحرب في قطاع غزة، وهو ما نفته الشركة الإسبانية العملاقة. إثر ذلك انتشر فيديو زعم ناشروه أنّه لإلقاء ملابس أمام الشركة احتجاجاً. إلا أنّ الفيديو في الحقيقة نُشر قبل الحملة بأسابيع وهو مصمّم بالذكاء الاصطناعي لإعلان شركة فرنسيّة وقف تعاملها مع علامات بيع الملابس التي تضرّ بالبيئة.

يُظهر الفيديو ملابس تتطاير في الهواء وأخرى مكدّسة أمام مراكز بيع لعلامات تجاريّة شهيرة لملابس، في ما يبدو أنّها منطقة أو سوق تجاريّ كبير.

وجاء في التعليق المرافق "بعد قيام شركة زارا بإشهارٍ مهين حول حرب غزّة، الشعب الأميركيّ يرمي كلّ ملابس الشركة أمام المتاجر".

Image
صورة ملتقطة من الشاشة في 15 كانون الأول/ديسمبر 2023 من موقع إكس

ويأتي انتشار هذا الفيديو بعد أن نشرت "زارا"، العلامة التجارية الشهيرة التابعة لمجموعة "إنديتكس" الرائدة عالمياً في قطاع الألبسة الجاهزة، حملة إعلانيّة تظهر عارضة أزياء تحمل على كتفها تمثالاً بحجم شخص بالغ ملفوفاً بملاءة بيضاء، أمام ما يشبه ورشة للأعمال الفنية، وسط غرفة يمكن فيها رؤية قطع من الجص أو أجزاء من الجدران المدمرة.

وعلى وسائل التواصل الاجتماعي، اتّهم البعض هذه الحملة بأنها مستوحاة من صور واردة من الحرب في غزة، وانتقد كثيرون استخدام "الأنقاض والأكفان ديكوراً" لحملة إعلانية.

إثر ذلك نشرت الشركة الثلاثاء بياناً قالت فيه إنّها حذفت الصور وأوضحت أن حملتها الإعلانية "صُمّمت في تموز/يوليو وصُوّرت في أيلول/سبتمبر"، أي قبل بدء الحرب بين إسرائيل وحركة حماس.

وبحسب العلامة التجارية الإسبانية، فإن هذه الحملة "تقدّم سلسلة صور لمنحوتات غير مكتملة في ورش نحّاتين"، و"أُنشئت بهدف وحيد يتمثل في تقديم الملابس الحرفيّة في سياق فني".

واختتمت العلامة التجارية بيانها قائلة "تأسف زارا لسوء الفهم هذا، ونؤكد من جديد احترامنا العميق للجميع".

حقيقة الفيديو

إلا أنّ الفيديو المتداول لا علاقة له بكلّ ذلك.

فبعد تقطيعه إلى مشاهد ثابتة، أرشد البحث إلى أنّه منشورٌ في موقع تيك توك في 16 تشرين الثاني/نوفمبر 2023، أي قبل أسابيع من إطلاق الحملة الإعلانيّة.
ونشر الفيديو حساب Vestiaire collective، وهي شركة متخصصة في بيع الملابس المستعملة، مع تعليق يفيد بأنها ستحظر التعامل مع ثلاثين علامة تجارية من ضمنها زارا بسبب حجم مخلّفاتها التي تضرّ بالبيئة.

@vestiairecollective With 92 million tons of textiles sent to landfill every year, now’s the time to act. That’s why, from today, we’re banning another 30 fast fashion brands from Vestiaire Collective, including Zara, H&M, Gap, Abercrombie & Fitch, Mango, Urban Outfitters, and Uniqlo. Ready to join the movement? #thinkfirstbuysecond♬ original sound - Vestiaire Collective

وقالت المتحدثة باسم Vestiaire Collective، ماري توبالي، لوكالة فرانس برس في 13 كانون الأول/ديسمبر، إن الفيديو أنتجته وكالة فرنسية متخصّصة في الذكاء الاصطناعي، وليس فيديو حقيقياً.

وأضافت أن هذا الفيديو التعبيري نُشر قبل أسابيع من نشر إعلان زارا الذي أثار الجدل ودعوات المقاطعة.

هل لديكم أي شك حول صحة معلومة أو اقتباس أو صورة؟

تواصلوا معنا