هذا الفيديو لا يُظهر انفجاراً بسبب قصف إسرائيلي في غزّة بل انفجاراً في سوريا قبل سنوات

مع تواصل القصف الإسرائيليّ المركّز على قطاع غزّة منذ أكثر من شهرين، نشرت صفحات وحسابات على مواقع التواصل الاجتماعي باللغة العربيّة فيديو قيل إنّه يُظهر انفجاراً ضخماً ناجماً عن غارة إسرائيليّة هناك. لكن هذا الفيديو تحديدًا لا شأن له بالقصف الإسرائيلي المدمّر على القطاع المُحاصر منذ أكثر من عقد ونصف العقد، بل هو منشور في العام 2014 على أنّه مصوّر في شمال سوريا.

يظهر في الفيديو انفجار هائل تنجم عنه سحابة ضخمة من الدخان والغبار.

وجاء في التعليقات المرافقة "إنها حرب للإبادة الكاملة في غزّة"، فيما أضافت منشورات أخرى على موقع إنستغرام إن القنابل المستخدمة في هذا القصف هي من صنع أميركي".

Image
صورة ملتقطة من الشاشة في 14 كانون الأول/ديسمبر 2023 من موقع فيسبوك

ويأتي تداول هذا الفيديو بهذا السياق فيما تكثّف إسرائيل غاراتها الجويّة في قطاع غزة رغم مؤشرات نفاد صبر صادرة عن الحليف الأميركي.

وبعد أكثر من شهرين على اندلاع الحرب، نزح 85% من سكان القطاع البالغ عددهم 2,4 مليون نسمة، ووصف المفوّض العام لوكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) فيليب لازاريني الوضع في القطاع بأنه "جحيم على الأرض".

والأربعاء، تعهّد رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتانياهو مواصلة الحرب في غزة متوجّها إلى لواء سلاح المدرعات المشارك في القتال بالقول "أريدكم أن تستمروا حتى آخر جندي. سنستمر حتى النهاية، حتى النصر، حتى إبادة حماس".

وتابع "أقول ذلك في ظلّ الألم الشديد، ولكن أيضًا في ظلّ الضغوط الدولية".

يأتي ذلك بعدما حذّر الرئيس الأميركي جو بايدن إسرائيل الثلاثاء من أنّها بصدد خسارة الدعم العالمي لحربها ضدّ حركة حماس بسبب قصفها "العشوائي" لقطاع غزّة.

حقيقة الفيديو

لكن الفيديو المتداول لا شأن له بالقصف الإسرائيلي على غزّة.

فقد أظهر التفتيش عن الفيديو على محرّكات البحث أنه منشور على موقع يوتيوب في العام 2014، ما ينفي ما قيل عنه على مواقع التواصل.

ونُشر الفيديو في أيار/مايو من ذاك العام على قناة سورية معارضة على موقع يوتيوب بعنوان "لحظة تفجير حاجز (..) لجيش النظام" في معرّة النعمان في ريف إدلب، في شمال سوريا.

ويحمل الفيديو الأَصلي علامة "الجبهة الإسلاميّة"، إحدى أبرز تشكيلات المعارضة المسلّحة آنذاك، و"هيئة دروع الثورة".

ويُصوّر الفيديو في الحقيقة تفجير نفقٍ بأطنان من المتفجرات في محيط مركز عسكريّ للجيش النظاميّ في ريف إدلب، يُعرف باسم "حاجز الصّحابة"، على الأطراف الشرقيّة الشماليّة لمدينة معرّة النعمان.

وقُتل في التفجير 30 عنصراً على الأقلّ من القوات النظامية بينهم ضابطان، على ما أفاد حينها المرصد السوريّ لحقوق الإنسان.

وقد عمد مروّجو المقطع في سياقه المضلّل لعكس صورة الفيديو، وهو إجراء يعتمد أحياناً في محاولة لجعل البحث عن الفيديو الأصلي أكثر صعوبة.

فيديوهات كثيرة في سياقات مضلّلة

وهذا الفيديو هو واحد من فيديوهات كثيرة من النزاع السّوري أُعيد استخدامها في سياقات مضلّلة مرتبطة بالحرب في غزّة. وكثيراً ما تستغلّ صفحات أو حسابات اهتمام مستخدمي مواقع التواصل بمسألة معيّنة أو نزاع ما لإلقاء فيديوهات أو صور غير صحيحة بهدف حصد التعليقات والمشاركات.

وأدّى هجوم حماس المباغت في السابع من تشرين الأول/أكتوبر - وفقاً للسلطات الإسرائيليّة - إلى مقتل 1200 شخص غالبيتهم من المدنيين واقتياد 240 رهينة إلى قطاع غزة أفرج عن عدد منهم. ولا يزال هناك 135 رهينة في قطاع غزة.

في المقابل، أدّى القصف الإسرائيليّ - وفقاً لآخر حصيلة قدّمتها وزارة الصحّة في غزّة الخميس - إلى مقتل 18787 شخصاً معظمهم من الأطفال والنساء.

هل لديكم أي شك حول صحة معلومة أو اقتباس أو صورة؟

تواصلوا معنا