هذه المشاهد ليست من المواجهات الجارية حالياً في غزّة بل هي مصوّرة في سنوات سابقة في أماكن أخرى

تتواصل المعارك الميدانيّة الضارية بين الجيش الإسرائيلي وحركة حماس في قطاع غزّة بعد أكثر من شهرين على اندلاع الحرب. في هذا السياق، نشرت صفحات وحسابات على مواقع التواصل فيديو قيل إنّه يُظهر مشاهد من استهداف المقاتلين الفلسطينيين جنوداً إسرائيليين في القطاع. لكن هذه المشاهد في الحقيقة مصوّرة قبل سنوات ومعظمهما في سوريا.

يتضمّن الفيديو أربعة مقاطع تُظهر كلّها ما يبدو أنه استهداف جنود في ساحة حرب.

في المقطع الأول، يُرى من يبدو أنّهم جنود قرب مبان، ثم ينفجر بجانبهم ما يبدو أنّها قذيفة، وتشتعل النيران في مكانهم.

وفي المقطع الثاني، تُرى مجموعة جنود في ما يبدو أنّها منطقة ترابيّة مفتوحة، ثم تصيبهم قذيفة.

وفي المقطع الثالث، يظهر ما يبدو أنّه استهداف آلية حولها جنود.

أما المقطع الرابع، فيُظهر ما يبدو أنّه استهداف آلية في منطقة زراعية خضراء.

Image
صورة ملتقطة من الشاشة في 12 كانون الأول/ديسمبر 2023 من موقع تويتر

وجاء في التعليقات المرافقة أن هذه المشاهد مصوّرة في غزّة حيث تدور معارك وصفها الجيش الإسرائيلي بأنّها "ضارية" و"عنيفة".

ويأتي أنتشار هذا الفيديو فيما تتواصل الغارات الجويّة الإسرائيلية والمعارك الميدانيّة في مناطق عدّة من قطاع غزّة.

والأحد، تحدّث الجيش الإسرائيلي عن "قتال عنيف" في أحياء بمدينتي غزّة وخان يونس في شمال القطاع.

وفيما حذّر رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو مقاتلي حماس من مواصلة القتال داعياً إيّاهم إلى الاستسلام، قال المتحدّث باسم كتائب القسّام أبو عبيدة "لا العدو الفاشي وقيادته المتعجرفة ولا داعموه يستطيعون أخذ أسراهم أحياء دون تبادل وتفاوض ونزول عند شروط المقاومة".

في هذا السياق، وفي ظلّ المعارك المحتدمة في القطاع، ظهر هذا الفيديو الذي قيل إنّ مقاطعه الأربعة تُظهر استهداف جنود إسرائيليين هناك، لكن هذا غير صحيح، والمشاهد كلّها مصوّرة قبل سنوات في بلدان أخرى.

حقيقة المشاهد

ففي المقطع الأوّل، الذي يُظهر استهداف جنود بين مبان، يمكن ملاحظة وجود علامة "جيش العزّة" في أعلى يسار الشاشة، وهو فصيل سوريّ معارض كان ينشط في ريف حماة الشمالي ويضمّ مئات المقاتلين.

وقد نُشر هذا الفيديو في الحقيقة في تشرين الأوّل/أكتوبر من العام 2016، على أنّه يُظهر استهداف مقاتلين موالين للنظام السوري في ريف حماة، وسط سوريا.

وفي ذلك الحين، شهدت مناطق ريف حماة اشتباكات بالفعل بين الفصائل المعارضة والنظام، أو بين الفصائل المعارضة نفسها.

والمقطع الثاني، الذي يصوّر استهداف مجموعة جنود في ما يبدو أنّها منطقة ترابيّة مفتوحة، فقد أرشد التفتيش عن صور ثابتة منه على محرّكات البحث أنه منشور في العام 2020. وقال ناشروه آنذاك إنّه يصوّر استهداف مقاتلين أذربيجانيين بصاروخ أرمني.

وفي ذلك العام، وبعد حرب سابقة دارت رحاها في التسعينات، تواجهت أرمينيا وأذربيجان في خريف العام 2020 للسيطرة على منطقة ناغورني قره باغ الجبليّة التي انشقّت عن أذربيجان بدعم أرميني. وانتهت المواجهات والاتفاق التالي عن تخلّي أرمينيا عن مساحات واسعة من الأراضي التي كانت تسيطر عليها.

ولم يتسنّ لصحافيي فرانس برس على الفور تحديد ملابسات الفيديو، لكن مجرّد نشره في العام 2020 ينفي أن يكون لمواجهات حديثة في قطاع غزّة.

أما المقطع الثالث، الذي يُظهر استهداف آلية وجنود حولها، فهو أيضاً منشور في سنوات سابقة، وتحديداً في العام 2016. وقال ناشروه آنذاك أنّه يصوّر استهدف مقاتلين إيرانيين في حلب في الشمال السوريّ. ويحمل الفيديو علامة "جيش المجاهدين" وهو فصيل مسلّح معارض قاتل تنظيم الدولة الإسلامية وقوات النظام السوري معاً، وعلامة "غرفة عمليات فتح حلب" التي كانت تضمّ فصائل مختلفة من بينها جيش المجاهدين.

أما المقطع الرابع، الذي يُظهر استهداف آلية في منطقة زراعية خضراء، فقد نشره أيضاً "جيش العزّة"، في 26 أيار/مايو من العام 2017، على أنّه لاستهداف دبابات للجيش السوريّ النظاميّ في بلدة معرزاف في محافظة إدلب في الشمال السوري.

هل لديكم أي شك حول صحة معلومة أو اقتباس أو صورة؟

تواصلوا معنا