هذا الفيديو ليس لطفلٍ فلسطينيّ أُخرج من تحت الأنقاض بل لطفلٍ أميركيّ مريض

في ظلّ فقدان 1200 طفل في غزّة، بعضهم على الأرجح لا يزال تحت الأنقاض التي خلفها القصف، بحسب مديرة منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسف)، ظهر على مواقع التواصل الاجتماعي فيديو زعم ناشروه أنّه لطفلٍ فلسطينيّ خارجٍ من تحت الركام ويخضع للعلاج وهو مبتسم. إلا أنّ الفيديو المنشور في الحقيقة قبل أشهرٍ يعود لطفلٍ أميركيّ يعاني من مشاكل في القلب والدماغ.

يُظهر الفيديو طفلاً يتلقّى العلاج وتبدو أجهزة طبيّة موصولة على رأسه. وجاء في التعليق المرافق "لن تجد هذه الابتسامة إلا في فلسطين".

Image
صورة ملتقطة من الشاشة بتاريخ 27 تشرين الثاني/نوفمبر 2023 عن موقع إنستغرام

حظي الفيديو بآلاف المشاركات من هذه الصفحة فقط في موقع فيسبوك إضافة إلى عشرات آلاف المشاهدات في موقع إنستغرام.

"المكان الأخطر في العالم للأطفال"

ويأتي انتشار هذا المقطع في ظلّ فقدان 1200 طفل في غزّة، بعضهم على الأرجح لا يزال تحت الأنقاض التي خلّفها القصف، بحسب منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسف).

وقالت المديرة التنفيذية لليونيسف كاثرين راسل أمام مجلس الأمن الدولي في 22 تشرين الثاني/نوفمبر بعد زيارتها جنوب قطاع غزة إن "أكثر من 5300 طفل قتلوا في 46 يوماً فقط، أي 115 طفلاً يومياً خلال أسابيع وأسابيع".

وأضافت "بحسب هذه الأرقام، يشكّل الأطفال أربعين في المئة من القتلى في غزة. إنه أمر غير مسبوق. بكلام آخر، إن قطاع غزة هو المكان الأخطر في العالم بالنسبة إلى الأطفال".

ونبّهت إلى أن "أطفال غزّة يعيشون حالاً من الخطورة القصوى بسبب ظروف الحياة الكارثية. مليون طفل، هم جميع أطفال القطاع، يواجهون انعدام أمن غذائي يمكن أن يتحوّل قريباً أزمة كارثية مرتبطة بسوء التغذية".

فيديو لطفلٍ في الولايات المتحدة

إلا أنّ الفيديو المتداول لا علاقة له بغزّة.

فبعد تقطيعه إلى مشاهد ثابتة، أرشد البحث عن إحداها إلى الفيديو نفسه منشوراً في أيلول/سبتمبر 2023، أي قبل اندلاع الحرب بين إسرائيل وحركة حماس.

ويظهر في هذا المقطع وغيره من المقاطع المنشورة في الحساب نفسه طفلٌ أميركيّ يعاني من مرضٍ في القلب وإصابة في الدماغ يدعى كيليان.

وتعمد والدة الطفل إلى نشر مقاطع توثّق رحلة علاجه.

هل لديكم أي شك حول صحة معلومة أو اقتباس أو صورة؟

تواصلوا معنا