هذه المشادة بين مسؤولين إسرائيليين وقعت السنة الماضية ولم تأت على ذكر مسؤول في السلطة الفلسطينية

على وقع الحرب في قطاع غزّة، تتعرّض السلطة الفلسطينيّة - سواء في الأراضي الفلسطينيّة أو على مواقع التواصل الاجتماعي باللغة العربيّة - لغضب متزايد واتهامات بالتماهي مع السياسة الإسرائيليّة. في هذا السياق، تداولت صفحات وحسابات على موقع فيسبوك فيديو لشجار بين مسؤولين إسرائيلين قيل إنّه يكشف تعاون أحد مسؤولي السلطة الفلسطينيّة مع الاستخبارات الإسرائيليّة. لكن الترجمة المرفقة بالفيديو غير صحيحة، والشجار بين المسؤولَين الإسرائيليّين الذي وقع في العام الماضي لم يتطرّق للسلطة الفلسطينية ولا لأحد من مسؤوليها.

يظهر في الفيديو عومير بارليف، الذي سبق أن تولّى وزارة الأمن القومي في إسرائيل، في مشادة باللغة العبريّة مع اليميني المتطرّف إيتامار بن غفير الذي تولّى الوزارة نفسها في ما بعد.

واُرفق الفيديو بترجمة مزعومة باللغة العربيّة توحي بأن بن غفير يلوم عومير بارليف على عدم الاستفادة من معلومة قدّمها للاستخبارات الإسرائيلية أحد مسؤولي السلطة الفلسطينيّة، وكان من شأنها إفشال هجوم ضدّ إسرائيل.

Image
صورة ملتقطة من الشاشة في 21 تشرين الثاني/نوفمبر 2023 من موقع فيسبوك

وجاء في التعليقات المرافقة "فضح اسم العميل الفلسطيني الذي بلّغهم معلومات عن عملية لحماس لكنهم لم يأخذوا المعلومات على محمل الجد". وبحسب المنشورات، فإن الاسم الوراد في المشادّة باللغة العبريّة هو حسين الشيخ أحد مسؤولي السلطة الفلسطينيّة.

تصاعد الغضب على السلطة الفلسطينية

ويأتي انتشار هذا الفيديو بهذا السياق فيما يتصاعد الغضب الشعبي في الضفة الغربية المُحتلّة وعلى مواقع التواصل الاجتماعي باللغة العربيّة ضد السلطة الفلسطينية على وقع الأحداث في قطاع غزة.

ويُضاف ذلك إلى تراجع في مكانة السلطة الفلسطينية مع وصول مشروع قيام الدولة الفلسطينية بموجب اتفاقات أوسلو في العام 1993 إلى طريق مسدود، مع تواصل بناء المستوطنات الإسرائيلية في الضفّة الغربيّة المحتلّة، فيما ما زالت السلطة الفلسطينية تتمسّك بالحلّ التفاوضي.

ومع اندلاع الحرب بين إسرائيل وحركة حماس في السابع من تشرين الأول/أكتوبر، إثر هجوم مباغت وغير مسبوق في تاريخ الدولة العبرية نفذته حماس، لم تتخذ السلطة الفلسطينية ورئيسها محمود عباس موقفاً واضحاً، على عكس الكثير من الفلسطينيين من المؤيّدين وغير المؤيدين لحماس الذين اعتبروا أن ما جرى في ذاك اليوم كان "هزيمة مذلة" ألحقت بإسرائيل.

ونشرت وكالة أنباء "وفا" الرسمية الفلسطينية في الآونة الأخيرة تصريحاً لعباس أثار انتقادات وقال فيه إن سياسات وأفعال حماس "لا تمثل الشعب الفلسطيني"، قبل أن تُحذف هذه التصريحات.

ويرى الباحث المتخصّص في الشؤون الفلسطينية كزافييه غينيار أن المواجهات في الضفّة الغربيّة المُحتلّة بين القوات الفلسطينية والمتظاهرين الذين رفع بعضهم أعلام حماس تؤشر الى أن "السلطة الفلسطينية بنظر (المتظاهرين) باتت متماهية بصورة متزايدة، سواء من حيث عدم تحركها أو من حيث تنسيقها الأمني، مع سياسة إسرائيل، بما في ذلك في أسوأ الأوقات كالوقت الراهن".

في هذا السياق، ظهر الفيديو مع الترجمة العربية التي تدعي أن المشادّة ذكرت اسم المسؤول الفلسطيني كمتعاون مع الاستخبارات الإسرائيلية.

حقيقة الفيديو

لكن الترجمة المرفقة بالفيديو مُختلقة.

فوفقاً لصحافيي فرانس برس الناطقين بالعبريّة، هاجم بن غفير في الفيديو وزير الأمن واتّهمه بالتقصير والفشل في حماية الإسرائيليين، ولم يأت على ذكر السلطة الفلسطينيّة ولا أي أحد من مسؤوليها.

ونُشر هذا الفيديو في الثامن والعشرين من أيار/مايو 2022، أي غداة هجوم وقع في الخضيرة في حيفا أوقع شرطيين إسرائيليين اثنين وتبناه تنظيم الدولة الإسلاميّة.

View this post on Instagram

A post shared by TRT عربي (@trtarabi)

هل لديكم أي شك حول صحة معلومة أو اقتباس أو صورة؟

تواصلوا معنا