هذا الفيديو لطفل يأكل العشب قديم ولا علاقة له بالحرب الدائرة في غزّة اليوم

يواصل الجيش الإسرائيلي الجمعة عملياته العسكرية في قطاع غزة وسط انقطاع شبه تام في الاتصالات بسبب نفاد الوقود، بينما أصبحت المواد الغذائية أيضا "معدومة عملياً"، وفق الأمم المتحدة. في هذا السياق، انتشر على مواقع التواصل الاجتماعي مقطع فيديو ادّعى ناشروه أنّه لطفل يأكل العشب ليسدّ جوعه. إلا أنّ الفيديو قديم ويعاد استخدامه اليوم لجذب التفاعلات.

يصوّر الفيديو طفلاً جالساً في ما يشبه الحقل وهو يتناول العشب. وعلّق ناشرو الفيديو بالقول "انظروا هذا الطفل الفلسطيني يأكل أعشاب الأرض من كثرة الجوع".

Image
صورة ملتقطة من الشاشة في 17 تشرين الثاني/نوفمبر 2023 عن موقع فيسبوك

حصد الفيديو عشرات آلاف المشاركات من صفحات عدّة على مواقع التواصل الاجتماعي منذ بدء انتشاره في 12 تشرين الثاني/نوفمبر 2023.

تحذير من مجاعة في قطاع غزة

ويأتي انتشاره في ظل "الحصار المطبق" الذي تفرضه الدولة العبرية على القطاع منذ بدء الحرب، بحيث بات الآلاف من دون مأوى، كما توجد أزمة إنسانية كبيرة ونقص فادح في المواد الغذائية وانقطاع في مياه الشرب.

وحذّر برنامج الأغذية العالمي الخميس أن السكان يواجهون "احتمالاً مباشراً للموت جوعاً" في قطاع غزة، حيث أصبحت "امدادات الغذاء والمياه معدومة عملياً".

وتحدّثت المديرة التنفيذية لبرنامج الأغذية العالمي سيندي ماكين في بيان عن "اقتراب فصل الشتاء، والملاجئ غير الآمنة والمكتظّة، ونقص المياه النظيفة".

وقالت "لا توجد طريقة لتلبية احتياجات الجوع الحالية من خلال معبر حدودي واحد قيد التشغيل"، في إشارة إلى المساعدات المحدودة التي دخلت عبر معبر رفح مع مصر.

وفي القطاع تعرّض أحد آخر مخازن القمح لأضرار كبيرة جراء القصف الإسرائيلي، فيما يصعب أكثر فأكثر الحصول على الخبز، وهو غذاء أساسي للسكان.

ومنذ أكثر من أربعين يوماً، تردّ إسرائيل على هجوم حماس بقصف مدمّر تسبب بمقتل أكثر من 11500 شخص في قطاع غزة غالبيتهم من المدنيين وبينهم آلاف الأطفال، وفق وزارة الصحة التابعة لحماس.

وتفرض إسرائيل منذ التاسع من تشرين الأول/أكتوبر "حصاراً مطبقاً" على قطاع غزة، وقطعت عنه الماء والكهرباء وإمدادات الوقود والمواد الغذائية.

فيديو قديم

إلا أنّ الفيديو قديم ولا شأن له بغزّة التي تعاني فعلاً من من نقص فادح في المواد الغذائيّة.

فالتفتيش عنه يرشد إليه منشوراً في شباط/فبراير 2022 أي قبل أكثر من عام.

وأرفق الفيديو آنذاك بوسوم مثل #تركيا_اسطنبول_العراق_سوريا_مصر من دون أن يأتي على ذكر الفلسطينيين.

ولم يتسنّ لصحافيي فرانس برس التثبت من مكان التقاط الفيديو. إلا أنّ نشره قبل أكثر من عام ينفي أي علاقة له بالحرب الدائرة في غزّة.

هل لديكم أي شك حول صحة معلومة أو اقتباس أو صورة؟

تواصلوا معنا