هذا الفيديو ليس لتظاهرة داعمة للفلسطينيين في وارسو بل لتظاهرة ضدّ الحكومة البولنديّة

خلال الأسابيع الماضية شهدت مدنٌ أوروبيّة عدّة تظاهرات تدعم الفلسطينيين وتطالب بوقف إطلاق النار في قطاع غزة الذي تقصفه إسرائيل بلا هوادة منذ هجوم حماس الدامي في السابع من تشرين الأول/أكتوبر. في هذا الإطار تداول مستخدمون لمواقع التواصل الاجتماعي فيديو زعم ناشروه أنّه لتظاهرة ضخمة مساندة للفلسطينيين في بولندا. إلا أنّ الفيديو في الحقيقة يعود لتظاهرة مناهضة للحكومة البولندية قبل أيّام من هجوم حماس.

يتضمّن الفيديو لقطات من الجوّ لمئات آلاف المتظاهرين في إحدى المدن. وجاء في التعليق المرافق "بولندا تنتصر لغزة".

Image
صورة ملتقطة من الشاشة بتاريخ 16 تشرين الثاني/نوفمبر 2023 عن موقع فيسبوك

تظاهرات داعمة للفلسطينيين

ويأتي انتشار هذا المقطع في ظلّ التظاهرات الداعمة للفلسطينيين والمطالبة بوقف فوريّ لإطلاق النار في غزّة بعد أكثر من شهر على هجوم غير مسبوق لحركة حماس على إسرائيل قُتل فيه أكثر من 1200 شخص واحتُجز نحو 240 آخرين رهائن، وفق السلطات الإسرائيليّة.

وتردّ إسرائيل بحملة عسكرية أودت بأكثر من 11500 شخص في غزة، بحسب وزارة الصحة التابعة لحركة حماس.

وشهدت دول عدّة حول العالم مثل بريطانيا وفرنسا والولايات المتحدة وكندا وتركيا والنمسا وألمانيا والعراق وكوريا الجنوبية وإيران وبلجيكا تظاهرات خلال الأسابيع الماضية تطالب بوقف إطلاق النار في غزة.

وأعلن الجيش الإسرائيلي الخميس "السيطرة العملياتية" على ميناء غزة، بالتزامن مع اقتحامه مجدداً مستشفى الشفاء وفيما تتواصل المعارك العنيفة على الأرض مع حركة حماس داخل القطاع.

تظاهرة للمعارضة البولندية

إلا أنّ الفيديو الذي يزعم ناشروه أنّه لتظاهرة داعمة للفلسطينيين في بولندا لا علاقة له بكلّ ذلك.

فقد كتب على الفيديو باللغة الإنكليزيّة أنّ التظاهرة المعارضة للحكومة البولنديّة جمعت قرابة مليون شخص في العاصمة وارسو.

إثر ذلك، أرشد البحث إلى الفيديو نفسه منشوراً في موقع أكس في الأول من تشرين الأول/أكتوبر، أي قبل أيّام على هجوم حركة حماس.

وجاء في التعليق المرافق أنّ الفيديو يعود لتظاهرة للمعارضة البولنديّة بقيادة دونالد توسك قبل أسبوعين من الانتخابات.

ويومذاك حشدت المعارضة البولندية "نحو مليون شخص" في تظاهرة وسط وارسو، ضدّ الحكومة الشعبوية القومية قبل 15 يوماً من الانتخابات التشريعية.

وقد وزّعت وكالة فرانس برس مشاهد لهذه التظاهرة.

وبعد الانتخابات، نالت ثلاثة أحزاب مؤيدة للاتحاد الأوروبي بزعامة دونالد توسك، الذي كان رئيساً للوزراء ورئيساً للمجلس الأوروبي في السابق، ما يكفي من الأصوات لتشكيل حكومة.

هل لديكم أي شك حول صحة معلومة أو اقتباس أو صورة؟

تواصلوا معنا