هذا الفيديو لا يظهر كميناً وقع فيه الجيش الإسرائيليّ في غزّة بل هو مصور في ليبيا عام 2020

فيما يواصل الجيش الإسرائيليّ عملياته البريّة في قطاع غزة رداً على الهجوم الذي شنته حركة حماس على إسرائيل في السابع من تشرين الأول/ أكتوبر الماضي، تداولت صفحات على مواقع التواصل الاجتماعي مقطع فيديو زعمت أنه يوثق كميناً وقع فيه عناصر من الجيش الإسرائيلي في غزّة. لكن الادعاء مضلّل والفيديو مصوّر في ليبيا عام 2020.

يُظهر الفيديو مسلّحين يرصدون عربة من مبنى مطلّ على شارعٍ قبل إطلاق النار عليها بكثافة.

وقال الناشرون إنه لكمين نصبته حركة حماس لقوات الجيش الإسرائيلي في غزة.

Image
صورة ملتقطة من الشاشة بتاريخ 1 تشرين الثاني/نوفمبر 2023 عن موقع إكس

ويأتي تداول هذا الفيديو تزامناً مع توسيع إسرائيل نطاق عملياتها البرّية في قطاع غزة حيث قتل في القصف الإسرائيلي المدمّر المتواصل منذ 26 يوماً، 8796 شخصاً معظمهم مدنيون بينهم 3648 طفلاً و2290 امرأة، وفق أحدث حصيلة نشرتها الأربعاء وزارة الصحة التابعة لحركة حماس.

وقتل في الجانب الإسرائيلي أكثر من 1400 شخص منذ شنّ حماس هجومها، معظمهم مدنيون قضوا في اليوم الأول للهجوم الذي احتجزت خلاله حماس 240 رهينة، وفق السلطات الإسرائيلية.

وبثّ الجيش الإسرائيلي مقاطع فيديو عن عملياته داخل القطاع يظهر فيها جنود يتقدمون وسط دمار كامل وركام أبنية دمرها القصف المكثف على القطاع منذ 25 يوماً.

وقال الناطق باسم حماس حازم قاسم إن الجيش الإسرائيلي "يتقدّم في بعض المحاور والمناطق الزراعية"، و"يدخل في محاور ضعيفة ومقصوفة من قبل ولا يوجد أي إنجاز عسكري له".

وأعلنت كتائب القسام، الذراع العسكرية لحركة حماس، أنها "خاضت اشتباكات مع قوات العدو المتوغلة شمال غرب غزة"، مشيرة الى استهداف آليات وجنود.

فيديو من ليبيا

لكن الفيديو لا شأن له بالمعارك الدائرة في قطاع غزة.

فقد سبق أن انتشر في سياق مضلّل خلال الحرب الأخيرة في السودان وعملت خدمة تقصي صحة الأخبار على تفنيده.

ويظهر الفيديو في الحقيقة كميناً تعرّضت له قوات المشير خليفة حفتر في ليبيا عام 2020.

ويمكن العثور على الفيديو منشوراً في قنوات على موقع يوتيوب (تحذير محتوى عنيف) في ذلك العام.

كما يرشد التعمّق بالبحث إلى تقارير نشرتها وسائل إعلاميّة عدّة عن الفيديو في الثالث من حزيران/يونيو 2020.

وجاء في هذه التقارير أنّ الفيديو يظهر وقوع قوات المشير خليفة حفتر في كمين نصبته قوات حكومة الوفاق الوطني قرب العاصمة طرابلس.

Image
صورة ملتقطة من الشاشة بتاريخ 1 تشرين الثاني/نوفمبر 2023 عن موقع الحرة

وكان حفتر الرجل القوي في شرق البلاد يدعم حكومة موازية لحكومة الوفاق الوطني في الغرب المعترف بها دولياً برئاسة فائز السرّاج.

وشهدت ليبيا على مدى أكثر من عقد صراعاً متقطعاً منذ أن أطاحت ثورة عام 2011 بدعم من حلف شمال الأطلسي بمعمّر القذافي، وسط نزاعات شاركت فيها ميليشيات مختلفة وقوى أجنبية، وتنافس بين حكومات متعددة على النفوذ في البلاد.

هل لديكم أي شك حول صحة معلومة أو اقتباس أو صورة؟

تواصلوا معنا