هذا الفيديو ليس لقصف مسجدٍ في غزة بل لتدمير ضريحٍ في سوريا عام 2014

مع تواصل القصف الإسرائيلي على قطاع غزة المحاصر ردّاً على عملية "طوفان الأقصى" التي توغّل خلالها مقاتلون من حركة حماس في مناطق إسرائيليّة، نشرت صفحات على مواقع التواصل الاجتماعي مقطع فيديو قيل إنه يوثّق لحظة قصف مسجدٍ أثناء رفع الأذان في غزة. إلا أن الفيديو قديم ويعود لتفجير تنظيم الدولة الإسلاميّة ضريحاً في سوريا عام 2014.

يظهر في الفيديو مبنى بقبّة ويسمع صوت آذان قبل أن يُدمّره القصف بالكامل.

وعلّق الناشرون بالقول "قصف إسرائيلي على مسجدٍ فلسطيني أثناء رفع الأذان".

Image
صورة ملتقطة من الشاشة بتاريخ 24 تشرين الثاني/أكتوبر 2023 عن موقع فيسبوك

ضربات كثيفة على قطاع غزّة

ويأتي تداول هذا الفيديو فيما تواصل إسرائيل تكثيف ضرباتها في الأيام الأخيرة على قطاع غزة الذي تبلغ مساحته 362 كيلومترًا مربعًا ويعيش فيه 2,4 مليون فلسطيني يخضعون لحصار تفرضه إسرائيل ويحرمهم من الغذاء والماء والكهرباء منذ التاسع من تشرين الأول/أكتوبر.

وشنّت حركة حماس في السابع من تشرين الأول/أكتوبر هجوماً على إسرائيل هو الأعنف في تاريخ الدولة العبرية وقتل فيه أكثر من 1400 شخص في إسرائيل معظمهم مدنيون، حسب السلطات الإسرائيلية.

وفي قطاع غزة، قُتل أكثر من خمسة آلاف شخص، معظمهم مدنيون، وبينهم نحو 2000 طفل جراء القصف الإسرائيلي، بحسب وزارة الصحة التابعة لحركة حماس.

والأحد الماضي، أعلنت إسرائيل أنها قتلت "إرهابيين" من حركتي حماس والجهاد الإسلامي في ضربة جوية على مسجدٍ في جنين.

واستهدفت الضربة مسجد الأنصار الذي قال الجيش الإسرائيلي "إن الإرهابيين كانوا يستخدمونه مركز قيادة للتّخطيط للهجمات وقاعدة لتنفيذها".

فيديو من سوريا عام 2014

لكن الفيديو لا علاقة له بالقصف الإسرائيليّ على غزة.

فقد أرشد التفتيش عنه بعد تقطيعه لمشاهد ثابتة إلى نسخة أوضح منه منشورة عام 2014 على يوتيوب على أنه لقصف تنظيم الدولة الإسلامية ضريح أويس القرني في مدينة الرقة السوريّة.

وفي هذه النسخة، يمكن التعرف على شعار تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام، كما خلا المقطع من أي صوت أذان ما يرجح أنه ركب في الفيديو المتداول.

وأويس القرني، هو من التابعين، أي الذين التقوا أصحاب النبي محمد ولم يلتقوه. وأراد أويس لقاء النبي لكن مرض والدته حرمه من ذلك وأجبره على العودة إليها في اليمن، وبحسب الروايات تأثّر النبي ببرّ أويس لوالدته، وأرسل العباءة التي كان يرتديها هدية له.

وكان المسجد الذي يحمل اسمه في الرقة مقصداً للزوار الشيعة القادمين من إيران ولبنان والعراق، قبل أن يدمره تنظيم الدولة الإسلاميّة.

ونشر معهد الأمم المتحدة للتدريب والبحث (UNITAR) في عام 2015 تقريراً بعنوان "تقرير مواقع التراث العالمي في سوريا" يعرض صوراً للموقع في الرقة قبل تدمير الضريح وبعده.

Image
صورة ملتقطة من الشاشة بتاريخ 24 تشرين الثاني/أكتوبر 2023 عن موقع unitar.org/

هل لديكم أي شك حول صحة معلومة أو اقتباس أو صورة؟

تواصلوا معنا