هذا الفيديو يصوّر نائباً أميركياً يعترض على قانونٍ تقاعديّ عام 2012 ولا علاقة له بالحرب بين إسرائيل وحماس

في ظلّ إعلان مسؤول واحد على الأقل في الخارجية الأميركية استقالته احتجاجاً على نهج إدارة بايدن في التعامل مع الحرب بين إسرائيل وحماس، انتشر على مواقع التواصل الاجتماعي فيديو زعم ناشروه أنّه لمسؤول أميركي "مرعوب مما يحدث في فلسطين". إلا أنّ الفيديو في الحقيقة مصوّر عام 2012 خلال مناقشة مشروع قانون حول نظام التقاعد.

يظهر في الفيديو رجلٌ داخل قاعة مجلسٍ يقف محتجاً ومعترضاً ويرمي أوراقاً في وجه زملائه.

ويُسمع الرجل وهو يتكلّم اللغة الانكليزيّة إلا أنّ الموسيقى المرافقة للفيديو تجعل من الصعب فهم ما يقوله.

Image
صورة ملتقطة من الشاشة بتاريخ 21 تشرين الأول/أكتوبر 2023 عن موقع فيسبوك

وجاء في التعليق المرافق له "عاجل: نائب أميركي مرعوب مما يحدث في فلسطين ونفاق حكومته".

أثر الحرب على الإدارة الأميركية

حظي الفيديو بمئات آلاف المشاركات من صفحات عدّة على مواقع التواصل في ظلّ إقرار وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن بالأثر العاطفي الذي تركته الحرب بين إسرائيل وحماس على موظفيه.

ووجّه بلينكن رسالة إلى جميع موظفي وزارته ليل 17 تشرين الأول/أكتوبر أشار فيها إلى الظروف "الصعبة" التي تؤثر على السلك الدبلوماسي الأميركي الذي يشعر بعض المنتمين إليه بـ"موجات الخوف والتعصب" التي يولّدها النزاع.

وتعهد المسؤولون الأميركيون وفي مقدمتهم الرئيس جو بايدن وبلينكن بالدعم الثابت لإسرائيل، حيث باركا علناً رد الفعل الانتقامي لإسرائيل على الهجوم المباغت والدامي لحماس في 7 تشرين الأول/أكتوبر والذي تضمن حملة قصف متواصلة على القطاع المكتظ بالسكان.

وأعلن مسؤول واحد على الأقل استقالته في الخارجية الأميركية احتجاجاً على نهج إدارة بايدن في التعامل مع الأزمة. وأوضح جوش بول على موقع لينكدان أن استقالته جاءت بسبب "الخلاف حول السياسة المتعلقة بمساعدتنا الفتاكة المستمرة لاسرائيل".

وهذا الأسبوع، ذكر موقع "هافينغتون بوست" أن موظفي وزارة الخارجية مستائين من السياسة الأميركية حيال النزاع في الشرق الأوسط، حيث أفاد أحدهم للموقع عن "عصيان" يجري التخطيط له في الوزارة.

غضب على قانون عام 2012

إلا أنّ الفيديو المتداول لا علاقة له بكلّ ذلك.

فالبحث باستخدام الاسم المكتوب عليه "state representative mike bost" مع إضافة كلمة "غضب" بالانكليزيّة، يرشد إلى نسخ أطول من الفيديو ومقالات عنه في مواقع إخباريّة أميركيّة عدّة عام 2012.

وجاء في التعليقات المرافقة للفيديو أنّه يظهر النائب مايك بوست وهو يفقد أعصابه خلال نقاشٍ في مجلس ولاية إلينوي الأميركيّة حول تعديل نظام التقاعد.

وفي النسخة الأصليّة من الفيديو يمكن بوضوح سماع ما يقوله بوست ولم يأتِ خلاله على ذكر أي أمر متعلّق بالسياسة الخارجيّة الأميركيّة.

وكان النائب الأميركيّ يعبّر عن غضبه لأنّه لم يعطَ الوقت الكافي للاطلاع على قانون حول أنظمة التقاعد قبل التصويت عليه.

وقد شرح موقفه في مقابلة مع قناة "سي أن أن" قال فيها إنه كان يتعامل مع قانون من 300 صفحة أدخلت عليه تعديلات قبل دقائق من التصويت".

هل لديكم أي شك حول صحة معلومة أو اقتباس أو صورة؟

تواصلوا معنا