هذا الفيديو مصوّر في السودان وليس لقصفٍ إسرائيليّ على فلسطينيين خلال تعبئتهم للمياه في غزة

تفرض إسرائيل حصاراً على قطاع غزة منذ 16 عاماً، وشددته منذ بدء الحرب بعد هجوم شنته حركة حماس الإسلامية عليها، فقطعت إمدادات المياه والوقود والمواد الغذائية. وقد ظهر على مواقع التواصل الاجتماعي فيديو زعم ناشروه أنّه لقصفٍ إسرائيليّ على فلسطينيين تجمعوا لتعبئة المياه في غزة. إلا أنّ هذا الفيديو في الحقيقة يصوّر قصف الجيش السوداني لمخزن وقود تحت سيطرة قوات الدعم السريع في الخرطوم.

يظهر الفيديو الملتقط على ما يبدو من طائرة عسكريّة قنبلة تسقط على عشرات الأشخاص الواقفين بين خزانات ضخمة.

Image
صورة ملتقطة من الشاشة بتاريخ 21 تشرين الأول/أكتوبر 2023 عن موقع فيسبوك

وجاء في التعليق المرافق أنّ المشاهد تصوّر قصفاً إسرائيلياً على فلسطينيين تجمعوا للحصول على المياه في قطاع غزّة.

وتفرض إسرائيل حصاراً على قطاع غزة منذ 16 عاماً، وشددته منذ بدء الحرب بعد هجوم شنته حركة حماس الإسلامية عليها، فقطعت إمدادات المياه والوقود والمواد الغذائية.

وتقول وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) إن معظم سكان غزة البالغ عددهم 2,4 مليون نسمة لم تعد لديهم مياه، وإن بعضهم اضطر للشرب من مصادر ملوثة.

وقُتل 4385 شخصًا في القطاع جراء القصف الجوي والمدفعي الإسرائيلي منذ بدء الحرب، معظمهم مدنيون، وفق آخر حصيلة أصدرتها وزارة الصحة التابعة لحركة حماس السبت. في الجانب الإسرائيلي، قُتل أكثر من 1400 شخص معظمهم مدنيون في اليوم الأول لهجوم حماس، حسب السلطات الإسرائيلية.

وفي 18 تشرين الأول/أكتوبر 2023، قال مسؤول السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل إن الاتحاد "لا يمكنه قبول" قيام إسرائيل بوقف إمدادات المياه لسكان غزة، وهو ما ينتهك "بوضوح" القانون الدولي.

فيديو من السودان

إلا أنّ الفيديو المتداول لا علاقة له بغزّة.

فقد أرشد التفتيش عن لقطات من الفيديو إلى نُسخٍ عدّة منه منشورة في مواقع وصفحات سودانيّة على مواقع التواصل الاجتماعي في 12 تشرين الأول/أكتوبر 2023.

Image
صورة ملتقطة من الشاشة بتاريخ 12 تشرين الأول/أكتوبر 2023 عن موقع فيسبوك

وجاء في التعليق المرافق له أنّه لمسيّرة تابعة للجيش السوداني تقصف مخزن وقودٍ تحت سيطرة قوات الدعم السريع بالخرطوم.

وتتطابق عناصر الفيديو مع موقعٍ لتخزين الوقود قرب مطار الخرطوم كما يظهر على خدمة خرائط غوغل.

وتحوّلت الخرطوم الى ما يشبه ثكنة عسكرية جراء استمرار الحرب بين الجيش بقيادة الفريق أول عبد الفتاح البرهان وقوات الدعم السريع بقيادة الفريق محمد حمدان دقلو منذ ستة أشهر.

ولم تشهد الخرطوم حيث لا يزال ملايين الأشخاص محاصرين، يوماً واحداً من الهدوء منذ بدء النزاع في 15 نيسان/أبريل 2023.

وأدى النزاع إلى مقتل أكثر من 9000 شخص في حصيلة يرجّح أن تكون أقلّ بكثير من عدد الضحايا الفعلي، وشُرّد الملايين داخل البلاد وخارجها، وبات أكثر من نصف السكان بحاجة إلى مساعدات إنسانية للبقاء على قيد الحياة.

هل لديكم أي شك حول صحة معلومة أو اقتباس أو صورة؟

تواصلوا معنا