الاهتمام العربي الواسع بأحداث غزّة يثير شهيّة مروّجي الأخبار الكاذبة على مواقع التواصل الاجتماعي
- منشور قبل أكثر من سنة
- تاريخ النشر 10 أكتوبر 2023 الساعة 14:35
- المدة اللازمة لقراءة المقال: 3 دقيقة
- إعداد: خدمة تقصّي صحّة الأخبار باللغة العربيّة
حقوق النشر لوكالة فرانس برس 2017-2025: أي استخدام تجاري للمادة يتطلب اشتراكاً. اضغطوا هنا لمعرفة المزيد من التفاصيل
فبعد بدء هجوم حركة حماس السبت على المناطق المتاخمة لقطاع غزّة، تصدّرت المنشورات ذات الصلة مواقع التواصل الاجتماعي باللغة العربيّة، وظلّت هكذا على امتداد الأيام التالية. ومساء الاثنين، كانت الوسوم المتعلّقة بغزّة والتطوّرات فيها تتصدّر موقع تويتر من المغرب وتونس وليبيا ومصر وسوريا ولبنان والعراق، إلى الكويت والسعودية والإمارات العربيّة المتّحدة والبحرين، وصولاً إلى الصومال وجيبوتي، بحسب ما لاحظ صحافيو خدمة تقصّي صحّة الأخبار في وكالة فرانس برس.
في هذه الأجواء، وفي الساعات الأولى للهجوم المباغت لحماس برّاً وبحراً وجوّاً على المناطق المتاخمة للقطاع، نُشر على مواقع التواصل فيديو قيل إنّه يُظهر إخلاء الجيش الإسرائيلي قواعد جويّة قرب غزّة. وحصد هذا الفيديو المُضلّل عشرات آلاف التفاعلات على موقع فيسبوك في ظلّ حماسة المتابعين. وانتقل الفيديو بعد ذلك إلى صفحات مؤسسات إعلاميّة عربيّة صدّقت أنه صحيح. إلا أنّ هذا الفيديو في الحقيقة مصوّر قبل أسابيع من بدء المواجهات الأخيرة، على أنّه يُظهر نقل معدّات عسكريّة في محيط صحراء النّقب.
وإزاء الرغبة في معرفة تفاصيل المواجهات أو مشاهدة فيديوهات تصوّرها، ألقى مروّجو الأخبار المضلّلة مقطعاً مصوّرّاً ادّعوا أنّه يصوّر مواجهات عسكريّة في تخوم القطاع. وحصد هذا الفيديو أيضاً عشرات آلاف المشاهدات والتفاعلات، لكن تبيّن لصحافي خدمة تقصّي صحّة الأخبار في وكالة فرانس برس أنّه يصوّر في الحقيقة اشتباكات بين الجيش المكسيكي وعصابات مخدّرات في العام 2017.
وفي السياق نفسه، نُشر فيديو قال ناشروه إنّه يصوّر إسقاط المقاتلين الفلسطينيين مروّحيتين إسرائيليتين، لكن الفيديو الذي صدّقه عشرات آلاف المتابعين ليس في الواقع سوى مشهد من لعبة الفيديو ARMA 3.
ومع إعلان حركة حماس القبض على أسرى، وهو ما أكّدته أيضاً إسرائيل، اغتنم مروّجو الأخبار المنشورات الكاذبة الفرصة لنشر صورة قالوا إنّها تُظهر قبض مقاتلي الحركة على جنود إسرائيليين وفيديو قيل إنّه يُظهر ضباطاً إسرائيليين في قبضة الحركة. لكن الصورة في حقيقة الأمر تظُهر مناورات لحماس عام 2022، والفيديو يُظهر في الحقيقة موقوفين في تركيا عقب محاولة الانقلاب الفاشلة عام 2016.
تزامناً مع ذكرى حرب أكتوبر
شنّت حماس عمليّتها المباغتة في السابع من تشرين الأول/أكتوبر، أي بعد يوم واحد من الذكرى الخمسين لحرب أكتوبر 1973 المباغتة أيضاً والتي استعادت فيها مصر قناة السويس وأجزاء واسعة من شبه جزيرة سيناء، كانت خسرتها في حرب العام 1967.
في هذا السياق، نُشرت مقاطع فيديو قيل إنّها تُظهر طائرات حربيّة مصريّة على الحدود مع إسرائيل أو لجنود مصريّين في غزّة، بما يوحي بأن مصرّ تستعدّ لمهاجمة إسرائيل أو الدفاع عن قطاع غزّة. لكن فيديو الطائرات مصوّر في الحقيقة قبل ثماني سنوات وهو يُظهر قاعدة جويّة في كوريا الجنوبية، أما فيديو الجنود المصريّين فهو منشور في الحقيقة قبل أكثر من سنة على مواقع التواصل في سياق المنشورات الداعمة للجيش المصريّ في المواجهات مع المجموعات المتشدّدة في سيناء خصوصاً، أو دعماً للرئيس عبد الفتاح السيسي الذي خرج من قلب المؤسسة العسكريّة إلى رئاسة الجمهوريّة.
ونُشر أيضاً فيديو قيل إنّه يُظهر مساعدات أرسلها الجيش المصريّ لقطاع غزّة المُحاصر منذ 16 عاماً، إلا أن الفيديو في الحقيقة منشور عام 2020 وهو لمساعدات أرسلتها مصر إلى قطاع غزّة آنذاك لمواجهة فيروس كورونا.
هل لديكم أي شك حول صحة معلومة أو اقتباس أو صورة؟
تواصلوا معنا