هذا الفيديو مصوّر عام 2005 أثناء إخلاء مستوطنات إسرائيليّة وليس لجندي إسرائيليّ يرفض المشاركة في القتال

في أعقاب الهجوم المباغت الذي نفّذته حركة حماس انطلاقاً من قطاع غزّة بحراً وبراً وجواً عبر مظلاّت في يوم سبت، نشرت صفحات على مواقع التواصل الاجتماعي مقطع فيديو قيل إنه لاقتياد جندي إسرائيليّ بالقوة لمواجهة المقاتلين الفلسطينيّين. إلاّ أن الادّعاء مضلّل والفيديو مصوّر سنة 2005 وهو لطبيب إسرائيلي يرفض مغادرة إحدى المستوطنات في قطاع غزة خلال تنفيذ خطة فكّ الارتباط الإسرائيليّة.

يظهر في الفيديو شخص بلباس عسكري يتمّ اصطحابه بالقوة بينما يصرخ بعبارات باللغة العبريّة.

وعلّق الناشرون بالقول "فيديو لضابط في الجيش الإسرائيلي يصرخ رفضاً لاختياره مواجهة المقاومين الفلسطينيّين في سديروت وطالب بنزول كل القيادات وليس هو فحسب".

Image
صورة ملتقطة من الشاشة في 9 تشرين الأول/أكتوبر 2023 عن موقع إكس

انتشر الفيديو في الصفحات العربيّة على فيسبوك وإكس وتيك توك حاصداً مئات آلاف المشاهدات والتفاعلات.

حرب جديدة بين إسرائيل وقطاع غزّة

واندلعت السبت حرب جديدة بين إسرائيل وقطاع غزّة المُحاصر بعد عمليّة عسكريّة مباغتة نفّذتها حركة حماس التي أطلقت آلاف الصواريخ وتوغلت في أراضٍ إسرائيلية وأسرت إسرائيليين.

وردّت إسرائيل بغارات جوية مكثفة على القطاع، مع تواصل الاشتباكات مع "مئات" المتسلّلين ليل السبت. وتوعّد رئيس الوزراء بنيامين نتانياهو في اليوم نفسه بأن الجيش سيفعل كل ما يلزم لـ"القضاء على حماس".

وقُتل أكثر من 900 إسرائيلي منذ بدء الهجوم بحسب الحكومة الإسرائيليّة. وفي قطاع غزة، أفادت وزارة الصحة التابعة لحركة حماس عن مقتل 687 شخصاً (حتى تاريخ إعداد هذا التقرير).

وأثارت هذه الأحداث حماسة واسعة على مواقع التواصل الاجتماعي باللغة العربيّة وتعاطفاً مع حركة حماس.

في هذا السياق انتشر هذا الفيديو الذي قيل إنه لجنديّ إسرائيليّ يرفض الذهاب للقتال.

فما حقيقته؟

أظهر التفتيش عن الفيديو في بادئ الأمر أنّه منشور على حسابات ناطقة باللغة العبريّة في السابع من تشرين الأول/أكتوبر الحالي أي في اليوم الذي بدأ فيه هجوم حركة حماس.

ونشرت الحسابات المقطع بتعليقات تقول فيها إن الشخص الظاهر في الفيديو توقّع ما يحدث الآن وأشارت إلى أنه طبيب يدعى نودي نمير.

على ضوء ذلك، يرشد البحث عن الاسم المذكور باللغة العبريّة إلى المقطع المتداول نفسه منشوراً سنة 2014 على يوتيوب، ما ينفي صلته بالأحداث الأخيرة.

وجاء في التفاصيل أن الفيديو مصوّر سنة 2005 خلال تنفيذ خطة فكّ الارتباط وهي الخطة الأحادية الجانب التي قامت إسرائيل بموجبها بإخلاء المستوطنات الإسرائيلية ومعسكرات الجيش الإسرائيلي في قطاع غزة.

ماذا كان يُسمع في الفيديو؟

وجاء في حديث الشخص الذي كان يُسحب بالقوة "ستكون هناك صواريخ في عسقلان، وقذائف هاون في سديروت، وقتل في نتيفوت... أنتم جميعاً شركاء في هذه الجريمة...".

ويمكن العثور على مقالات تحكي عن تجربة الطبيب نودي نمير حينما اضطر لمغادرة منزله في غوش قطيف حينها.

وأنذاك، أثارت هذه الخطة جدلاً واسعاً في إسرائيل، وواجهت القوات الإسرائيليّة غضب المتظاهرين الذين أشعلوا النار في الحواجز ورشقوها بالبيض الفاسد عند دخولها لإجلائهم قسراً.

هل لديكم أي شك حول صحة معلومة أو اقتباس أو صورة؟

تواصلوا معنا