هذا الفيديو مصوّر عام 2014 ولا يظهر فرار الجيش الأوكراني من الجيش الروسي

يتداول مستخدمون لمواقع التواصل الاجتماعي فيديو يدّعي ناشروه أنّه يظهر فرار الجيش الأوكراني عند دخول الجيش الروسي مدينة خاركيف. إلا أنّ الفيديو في الحقيقة ملتقط عام 2014 في مدينة ماريوبول خلال مواجهات بين الانفصاليين الموالين لروسيا وقوات كييف.

تظهر في الفيديو دبّابة ترفع العلم الأوكرانيّ تسير بسرعة وسط شوارع مدينة وتقتحم حاجزاً من الإطارات، ويظهر عدد من المارّة وهم ينظرون إليها، وآخرون يبدو أنّهم يرجمونها بالحجارة.

Image
صورة ملتقطة من الشاشة بتاريخ 3 آذار/مارس 2022 عن موقع فيسبوك

وجاء في النصّ المرافق "هروب الجيش الأوكراني عند دخول الجيش الروسي مدينة خاركيف والمواطنون يرجمونهم على هروبهم المخزي".

حظي الفيديو بآلاف المشاركات على صفحات مواقع التواصل منذ بدء انتشاره مطلع شهر آذار/مارس 2022 مع استمرار الهجوم الروسيّ على أوكرانيا.

وفي شمال البلاد، تعرضت خاركيف، ثاني مدينة في البلاد والقريبة من الحدود الروسية، لقصف طوال ليل الثاني من آذار/مارس بحسب السلطات المحلية.

فيديو قديم

إلا أنّ الفيديو لا علاقة له بالمواجهات الدائرة حالياً في خاركيف.

فوجود المدنيين في الشارع بالشكل الظاهر في الفيديو ومن دون أي اجراءات احترازيّة يثير الشكّ في أن يكون ملتقطاً خلال القصف الذي تتعرّض له المدينة.

إثر ذلك، وبعد تقطيع الفيديو إلى مشاهد ثابتة، أرشد التفتيش إلى نسخة أطول وذات جودة أعلى، منشورة على حسابات روسيّة عدّة منذ العام 2014، منها صفحة قناة "روسيا اليوم".

وجاء في التعليق المرافق أنّ الفيديو ملتقط في مدينة ماريوبول شرق أوكرانيا.

وبالاستعانة بخرائط محرّك Yandex يمكن تحديد موقع البنك الظاهر في الفيديو في شارع كازانتزفا في ماريوبول.

Image
مقارنة بين صورة من خرائط ياندكس ولقطة من الفيديو المتداول

ماذا حصل آنذاك؟

اندلع الصراع بين القوات الأوكرانية والانفصاليين في دونيتسك ولوغانسك قبل ثماني سنوات، عقب ضمّ روسيا شبه جزيرة القرم، وشهد شرق أوكرانيا معارك دامية بين الانفصاليين الموالين لروسيا وقوات كييف.

وفي التاسع من أيّار/مايو 2014 كانت مدينة ماريوبول مسرحاً لمواجهات عنيفة خصوصاً عندما هاجم نحو ستين ناشطا انفصالياً مجهزين بأسلحة رشاشة مقر الشرطة المحلي.

وأسفرت تلك المعارك عن سقوط عشرين قتيلاً في صفوف المهاجمين وقتيل في صفوف الشرطة بحسب السلطات الأوكرانيّة.

ونشرت وكالة فرانس برس آنذاك مشاهد من شوارع ماريوبول تتشابه مع الفيديو المتداول.

هل لديكم أي شك حول صحة معلومة أو اقتباس أو صورة؟

تواصلوا معنا