أوفير جندلمان المتحدث باللغة العربية باسم رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو في 22 كانون الأول/ديسمبر 2020 في الرباط (AFP / Fadel Senna)

الفيديو الذي نشره المتحدث باسم نتانياهو قائلاً إنه يظهر إطلاق حماس صواريخ من أحياء سكنيّة في غزّة منشور قبل سنوات في سياقات مختلفة

غداة الغارات الإسرائيلية الدامية التي أوقعت 26 قتيلاً في غزّة، نشر أوفير جندلمان المتحدّث باسم رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو مقطع فيديو الثلاثاء قال إنه يُظهر إطلاق حركة حماس صواريخ من بين الأحياء السكنية في قطاع غزّة عمداً. لكن هذا الادّعاء غير صحيح، فالفيديو منشور قبل سنوات في سياقات مختلفة، منها أنه مصوّر في سوريا.

يظهر في الفيديو ما يبدو أنه انطلاق راجمة صواريخ ممّا يبدو أنها منطقة مأهولة.

وجاء في تعليق أوفير جندلمان، المتحدث باسم نتانياهو للإعلام العربي، وبالعربية، على هذا الفيديو: "إليكم دليل قاطع، ميليشيا حماس الإرهابية تواصل إطلاق الصواريخ عمداً من داخل الأحياء السكنيّة في قطاع غزّة".

وأضاف: "هذه جريمة حرب".

Image
صورة ملتقطة من الشاشة في 11 أيار/مايو 2021 من موقع فيسبوك

ونشر المسؤول الإسرائيلي هذا الفيديو مرفقاً بهذا التعليق على حسابيه في موقعي فيسبوك وتويتر، ظهر الثلاثاء في الحادي عشر من أيار/مايو، أي غداة مقتل 26 فلسطينياً في قصف إسرائيليّ على قطاع غزّة المحاصر ردًا على إطلاق صواريخ باتّجاه إسرائيل.

ويأتي هذا التصعيد على إثر مواجهات متواصلة منذ نحو أسبوعين في القدس الشرقية المحتلّة بين فلسطينيين وقوات الأمن الإسرائيلية بدأت مع احتجاجات فلسطينيين على قرار قضائي بإخلاء أربعة منازل تسكنها عائلات فلسطينيّة في حيّ الشيخ جرّاح لصالح مستوطنين.

وتوسّعت المواجهات إلى المسجد الأقصى.

فيديو قديم من سوريا

لكنّ الفيديو الذي نشره أوفير جندلمان هو فيديو قديم.

فقد أظهر تقطيعه إلى مشاهد ثابتة والتفتيش عنها على محرّكات البحث أنه منشور في سياقات مختلفة، منها أنه مصوّر في العراق عام 2020

لكن مزيداً من البحث يرشد إلى نسخة أقدم نُشرت على موقع يوتيوب عام 2019 على أنها مصوّرة من مدينة معرّة النعمان السورية وأن الفيديو يُظهر إطلاق صواريخ من فصائل معارضة باتّجاه قوات النظام السوري.

ثم عُثر على فيديو أقدم يعود للعام 2018، قيل إنه مصوّر في درعا جنوب سوريا.

ولم يتسنّ لصحافيي خدمة تقصّي صحّة الأخبار في وكالة فرانس برس - حتى لحظة إصدار هذا التقرير - التثبّت من مكان تصوير الفيديو وزمانه. لكن مجّرد نشره قبل سنوات يدحض أن يكون مصوّراً في الساعات أو الأيام الماضية في غزّة.

هل لديكم أي شك حول صحة معلومة أو اقتباس أو صورة؟

تواصلوا معنا