هذا الفيديو مولّد بالذكاء الاصطناعي وليس لأطفال تغمرهم مياه الأمطار في غزة
- تاريخ النشر 28 نوفمبر 2025 الساعة 14:50
- تاريخ التحديث 28 نوفمبر 2025 الساعة 14:55
- المدة اللازمة لقراءة المقال: 2 دقيقة
- إعداد: خدمة تقصّي صحّة الأخبار باللغة العربيّة
حقوق النشر لوكالة فرانس برس 2017-2025: أي استخدام تجاري للمادة يتطلب اشتراكاً. اضغطوا هنا لمعرفة المزيد من التفاصيل
فاقمت الأمطار الغزيرة خلال الأيام الماضية معاناة نازحين غزيين يعيشون في خيام. في هذا السياق، انتشر على مواقع التواصل الاجتماعي فيديو زعم ناشروه أنه يوثّق معاناة الأطفال هناك مع حلول فصل الشتاء وتساقط الأمطار الغزيرة. إلا أن هذا الفيديو بالذات مولّد بالذكاء الاصطناعي.
يظهر الفيديو ثلاثة أطفال تغمرهم المياه، يرتجفون من البرد ويطلبون المساعدة. وعلّق ناشرو الفيديو بالقول إنّه مصوّر في غزة أخيراً.
يأتي انتشار هذا الفيديو حاصداً عشرات آلاف التفاعلات وسط تزايد الحديث عن تفاقم الوضع الإنساني في غزة مع حلول الشتاء، واضطرار الغزيين إلى نصب خيام وإقامة مراكز إيواء موقتة لا تحمي من الأمطار الغزيرة.
ويتزامن ذلك أيضاً مع تقرير لمنظمة العفو الدولية صدر في 27 تشرين الثاني/نوفمبر، أكدت فيه أن "إسرائيل تواصل ارتكاب إبادة جماعية ضد الفلسطينيين في غزة"، رغم دخول وقف إطلاق النار حيز التنفيذ في العاشر من تشرين الأول/أكتوبر تحت ضغوط أميركية.
ويستند التقرير إلى شهادات لسكان غزة ودراسات دولية، من بينها تقارير أممية، تفيد باستمرار القيود الإسرائيلية على دخول الغذاء والخدمات الأساسية، إضافة إلى التهجير القسري ونقص التصاريح للإجلاءات الطبية، وهي مؤشرات تقول المنظمة إنها تُظهر استمرار الإبادة الجماعية.
ونتج عن الحرب التي اندلعت بين حماس وإسرائيل بعد هجوم غير مسبوق شنته الحركة على الدولة العبرية في السابع من تشرين الأول/أكتوبر 2023 دمار هائل في القطاع شمل مسح أحياء بكاملها وتدميراً للبنية التحتية وغيرها.
وخلّفت الهجمات والعمليات العسكرية الإسرائيلية في قطاع غزة منذ ذلك الحين 69799 قتيلاً على الأقل، وفق أرقام وزارة الصحة في القطاع التي تعتبرها الأمم المتحدة موثوقة.
حقيقة الفيديو
إلا أن الفيديو في الحقيقة مُولّد بالذكاء الاصطناعي.
ويمكن رصد مؤشرات عديدة تثير الشكوك حول صحته، من بينها التفاوت الواضح في مستوى المياه بين مقدمة المشهد حيث يقف الأطفال، والخلفية حيث تبدو المياه أقل ارتفاعًا قرب الأبنية.
وتبدو ملامح الفتاة الصغيرة ثابتة بشكل غير طبيعي، إذ لا تتحرك عيناها ولا يرفّ لها جفن، كظاهرة غريبة تُعد من العلامات الشائعة للفيديوهات المنتجة بالذكاء الاصطناعي.
أما البحث عن لقطات ثابتة من الفيديو فيرشد إلى النسخة الأصلية منشورة على حساب في تيك توك معروف بنشر محتوى مولّد بالذكاء الاصطناعي. وقد أشار صاحب الحساب صراحة إلى أن المقطع مُصمّم بالذكاء الاصطناعي. (أرشيف)
وتنتشر المقاطع والصور المولّدة بالذكاء الاصطناعي، وسط تساؤلات حول ما إذا كانت المحتويات الرديئة المعروفة بـ"Slop" ستواصل اجتياح منصّات التواصل.
وعلى الرغم من الوعود المُبالغ بها للذكاء الاصطناعي بمعالجة القضايا المناخية أو تحسين الكشف عن السرطان، يظل أبرز تجلٍّ له في الحياة اليومية هو انتشار صور ومقاطع فيديو منخفضة الجودة تنتجها أدوات الذكاء الاصطناعي التوليدي.
ورغم أن المنصات اتخذت إجراءات لتصنيف المحتوى المُولّد بواسطة الذكاء الاصطناعي، والإشراف عليه، وحذف الرسائل العشوائية، يبدو أن التدفق الهائل لهذه المحتويات لا يمكن كبحه.
تصحيح خطأ مطبعي28 نوفمبر 2025 تصحيح خطأ مطبعي
هل لديكم أي شك حول صحة معلومة أو اقتباس أو صورة؟
تواصلوا معنا