هذا الفيديو مولّد بواسطة الذكاء الاصطناعي ولا يظهر صبغ فاكهة قبل بيعها للمستهلكين

تساهم أدوات توليد المحتوى بالذكاء الاصطناعي المتوفّرة للجميع في انتشار الأخبار الكاذبة وتضليل كثيرين، وفي الآونة الأخيرة شارك مستخدمون لمواقع التواصل الاجتماعي مقطع فيديو زعموا أنّه يصوّر عاملاً يرشّ الموز والطماطم لتكتسب ألواناً زاهية كدليل على أنّ الفاكهة والخضار المطروحة في الأسواق مغشوشة. إلا أنّ المشاهد المتداولة مولّدة بواسطة الذكاء الاصطناعيّ. أما الخبراء الذين استطلعت آراءهم وكالة فرانس برس في فرنسا فيؤكّدون أن هذه الممارسة لا يمكن تطبيقها.

يصوّر الفيديو عاملاً يرتدي زياً واقياً داخل معمل ويقوم برش الطماطم باللون الأحمر والموز باللون الأصفر.

وعلّق ناشرو الفيديو محذّرين "فيديو خطير، انظروا كيف تُصبغ الطماطم والموز...."

Image
صورة ملتقطة من الشاشة في 8 تشرين الأول/أكتوبر 2025 عن موقع فيسبوك

حصد الفيديو عشرات آلاف التفاعلات منذ بدء انتشاره بلغات عدّة منها الفرنسيّة والإنكليزيّة .

ذكاء اصطناعي

إلا أنّ مشاهد الفيديو ليست حقيقيّة بل مولّدة بواسطة الذكاء الاصطناعي.

فبالتدقيق بالعناصر يمكن ملاحظة اختفاء مفاجئ لبعض حبوب الطماطم عندما تصل إلى آخر السجادة وظهور بعض ثمار الموز باللون الأصفر قبل صبغها حتى.

على ضوء ذلك، يرشد البحث عن لقطات من الفيديو إلى قناة  "Quick Flick Ai" عبر يوتيوب التي تعرض محتوى مشابهاً لفاكهة وخضار ترش بالألوان في مصنع. (أرشيف)

Image
صورة ملتقطة من الشاشة من موقع يوتيوب بتاريخ 6 تشرين الأول/أكتوبر 2025 مع إضافة إشارات باللون الأحمر

ولم يجب صاحب القناة على رسائل وكالة فرانس برس، إلا أنّه يشير صراحة على كلّ مقطع ينشره أنّه مولّد بواسطة الذكاء الاصطناعيّ. فهل يمكن تطبيق هذه التقنيّة بالفعل؟ 

ممارسة خياليّة

يؤكّد كثيرون من منتجي الخضار والفاكهة أنّ هذه الطريقة غير واقعيّة وغير مستخدمة حالياً. 

وقالت تعاونيّة مهن الخضار والفاكهة في فرنسا في 2 تشرين الأول/أكتوبر 2025 لوكالة فرانس برس إن ممارسة كهذه غير موجودة ولا تُستخدم في المجال.

أمّا منظّمات منتجي الطماطم والخيار في فرنسا فقالت في 3 تشرين الأول/أكتوبر 2025 إنّ "ممارسة كهذه تبدو خياليّة للغاية، فالطماطم التي لم تبلغ من الخارج ستكون بلا طعم عند تقطيعها".

وعلى الصعيد الأوروبي يلجأ بعض منتجي الخضار والفاكهة إلى غاز الإيثيلين الذي ينبعث من الفاكهة بشكل طبيعيّ ويساهم في نضوجها قبل القطاف وبعده، بحسب التعاونيّة، لكنّه لا يلوّنها اصطناعياً.

وبالتالي فإن الموز يُعرّض لغاز الإيثيلين في غرف لتسريع نضوجه كما تُطبّق هذه العمليّة على الطماطم في الخيم البلاستيكيّة الزراعيّة وليس بعد قطفها.

وتقول تعاونيّة مهن الخضار والفاكهة في فرنسا إن المستهلكين بنفسهم قادرون على تسريع نضوج فاكهة في منزلهم بواسطة الإيثيلين، فعلى سبيل المثال يمكن تسريع نضوج الكيوي بوضعها داخل كيسٍ مع الموز أو التفاح لأنّ الإيثيلين ينبعث منهما بشكلٍ كثيف. 

هل لديكم أي شك حول صحة معلومة أو اقتباس أو صورة؟

تواصلوا معنا