هذه الصورة لا تُظهر نائباً عربياً في الكنيست يوافق على خطّة غزّة الأخيرة بل على حلّ البرلمان عام 2019

بعد إقرار إسرائيل في الثامن من آب/أغسطس 2025 خطة طرحها رئيس الحكومة بنيامين نتانياهو هدفها "السيطرة" على مدينة غزة في شمال القطاع المحاصر، انتشرت على مواقع التواصل الاجتماعي صورة زعم ناشروها أنها تظهر النائب العربيّ في الكنيست منصور عباس ذا التوّجهات الإسلاميّة وهو يصوّت بالموافقة على القرار. إلا أنّ هذا الادّعاء خطأ، فالتصويت على هذه الخطة لم يعرض في الكنيست بل أقرها مجلس الوزراء الأمنيّ، أما الصورة فتُظهر في الحقيقة تصويت هذا النائب وزملائه في القائمة العربيّة المشتركة على قانون لحلّ البرلمان الإسرائيليّ عام 2019.

يضمّ المنشور صورة لعضو الكنيست منصور عباس عن القائمة المشتركة وهو أيضاً نائب رئيس الجناح الجنوبي للحركة الإسلامية وهو يرفع يده بين عدد من زملائه في ما يبدو أنّه تصويت في البرلمان.

ويظهر منصور عباس في الصورة وهو يرفع أصابعه الأربعة، في ما فُسّر في المنشورات على أنّه استخدام للرمز الذي شاع بين أنصار جماعة الإخوان المسلمين في مصر بعدما فضّ الجيش المصريّ بالقوّة عام 2013 اعتصاماً لمؤّيدي الرئيس السابق محمد مرسي.

وجاء في التعليق المرافق "منصور عباس فلسطيني إخواني وعضو الكنيست، بعد موافقته على قرارات نتنياهو بإجتياح غزة يرفع يده بعلامة رابعة".

Image
صورة ملتقطة من الشاشة في 20 آب/أغسطس 2025 عن موقع فيسبوك

يأتي تداول هذه المنشورات بعد أيام على إقرار مجلس الوزراء الأمني الإسرائيلي خطة طرحها بنيامين نتانياهو هدفها "السيطرة" على مدينة غزة في شمال القطاع المحاصر الذي يشهد أزمة إنسانية حادة ودماراً هائلا بعد 22 شهراً من الحرب.

وبحسب الخطة فإن الجيش "يستعد للسيطرة على مدينة غزة" المدمرة إلى حد كبير في شمال القطاع "مع توزيع مساعدات إنسانية على السكان المدنيين خارج مناطق القتال"، حسبما أعلن مكتب نتانياهو.

بالإضافة إلى نزع سلاح حماس و"إعادة جميع الرهائن - أحياء وأمواتا"، تهدف الخطة وفق مكتب نتانياهو إلى فرض "السيطرة الأمنية الإسرائيلية على قطاع غزة؛ إقامة إدارة مدنية بديلة لا تتبع لا لحماس ولا للسلطة الفلسطينية". 

وأثارت الخطة ردود فعل محذرة ومعارضة، فيما أكدت حماس الجمعة أنها "ستكلف إسرائيل أثماناً باهظة".

صورة قديمة

إلا أنّ الصورة لا شأن لها بكلّ ذلك.

فالبحث العكسي عنها يظهر أنها منشورة على وكالة "فلاش 90" الإسرائيلية قبل سنوات، في 12 كانون الأول/ديسمبر 2019، ما ينفي أي علاقة لها بالأحداث الحالية في غزة. (أرشيف)

والتقطت الصورة أثناء تصويت أعضاء القائمة المشتركة في الكنيست في القدس على مشروع قانون لحل البرلمان.

Image
صورة ملتقطة من الشاشة في 20 آب/أغسطس 2025 عن موقع وكالة "فلاش 90" الإسرائيلية

وآنذاك حلّ الكنيست الإسرائيلي نفسه لإجراء انتخابات كانت  الثالثة في غضون عام إثر دخول النظام السياسي في إسرائيل في أزمة غير مسبوقة بعد فشل القادة السياسيين في تشكيل حكومة جديدة.

فبعد مرور 85 يومًا على انتخابات غير حاسمة لم يتمكن على إثرها كل من رئيس الوزراء بنيامين نتانياهو المنتهية ولايته ومنافسه بيني غانتس من تشكيل حكومة ائتلافية، حلّ البرلمان نفسه وصادق على إجراء انتخابات جديدة  بعد أشهر.

هل لديكم أي شك حول صحة معلومة أو اقتباس أو صورة؟

تواصلوا معنا