هذه الصورة لا تُظهر توقيف ضابط إسرائيليّ في هولندا بل متهماً إيرلندياً بغسيل الأموال في إسبانيا عام 2022

يظهر في الصورة رجل مقيّد بالأصفاد بين من يبدو أنّهم عناصر أمن.

وجاء في التعليقات المرافقة أن الصورة تُظهر توقيف قائد سلاح المدرّعات في الجيش الإسرائيلي بتهمة ارتكاب جرائم حرب في قطاع غزّة.

حصدت الصورة عشرات آلاف المشاركات والتعليقات على مواقع التواصل الاجتماعي باللغة العربيّة.

Image

صورة ملتقطة من الشاشة في 18 آب/أغسطس 2025 من موقع فيسبوك

ويأتي ظهور هذا المنشور بعد أسابيع على استجواب السلطات البلجيكيّة في 21 تموز/يوليو الماضي إسرائيليين اثنين في شكوى تقدّمت بها منظّمتين غير حكوميتين "حول انتهاكات جسيمة للقانون الدولي ارتُكبت في قطاع غزة"، قبل أن تخلي سبيلهما.

وأشارت النيابة الفدراليّة إلى أن الشكوى تطال إسرائيليين يُفترض أنهما جنديان كانا في بلجيكا لحضور مهرجان "تومورولاند"، أحد أكبر مهرجانات الموسيقى الإلكترونية في العالم.

وأسفرت الهجمات والعمليات العسكرية الإسرائيلية منذ بدء الحرب على غزة عن مقتل 61944 شخصاً على الأقل، غالبيتهم من المدنيين، بحسب وزارة الصحة التي تديرها حماس في القطاع، وهي أرقام تعتبرها الأمم المتحدة موثوقة.

واندلعت الحرب في القطاع إثر هجوم غير مسبوق لحماس في السابع من تشرين الأول/أكتوبر 2023 على جنوب إسرائيل، أسفر عن مقتل 1219 شخصاً، معظمهم من المدنيين، وفق تعداد لوكالة فرانس برس يستند إلى بيانات رسمية.

وفي آخر تموز/يوليو الماضي، أعلنت هولندا وزير الأمن الداخلي الإسرائيلي إيتمار بن غفير ووزير المال بتسلئيل سموطريتش "شخصين غير مرغوب فيهما"، على ما أفاد وزير الخارجية كاسبار فيلدكمب في رسالة أشار فيها إلى الوضع الإنساني في قطاع غزة.

وفي منتصف حزيران/يونيو، تظاهر عشرات الآلاف في لاهاي تحت شعار "أوقفوا الإبادة"، لمطالبة الحكومة الهولندية باتخاذ مزيد من الإجراءات لوقف الحرب في غزة.

لكن أي خبر عن توقيف ضابط إسرائيلي في هولندا على خلفية الحرب في غزّة لم يُعثر عليه في أي مصدر مُعتبر.

حقيقة الصورة

أما الصورة المتداولة فلا تُظهر ضابطاً إسرائيلياً. 

فالتفتيش عنها على محرّكات البحث يُظهر أنّها منشورة في العام 2022، ما ينفي ما قيل عنها على مواقع التواصل.

ونُشرت الصورة في وسائل إعلام غربيّة عدّة، كما نشرت شبكة "أورونيوز" فيديو يظهر فيه الرجل نفسه أثناء توقيفه. (أرشيف 1 -2 -3 ).

Image

صورة ملتقطة من الشاشة في 18 آب/أغسطس 2025 من موقع آيرش إندبندنت

وتعود الصورة في الحقيقة إلى رجل عصابات إيرلندي بريطاني متّهم بغسيل الأموال، أوقف في أسبانيا بعد عمليّة دوليّة معقّدة.

ففي منتصف أيلول/سبتمبر 2022، أوقفت شرطة "يوروبول" الأوروبية جون فرنسيس موريسي البالغ من العمر حينها 62 عاماً المتهم بغسيل أكثر من 200 مليون يورو من الأموال غير الشرعيّة، وكان يعمل في بيع الكحول في إسبانيا للتغطية على نشاطه في غسيل الأموال.